وحتى تقييدات لبعض الوقائع والأحداث التي وقعت في وقته وكتب عن كل واحدة منها مذكرة بقلمه ولو قصيرة.
وما عرفت أحدًا مثله في منطقتنا، بل في سائر بلادنا من يحرص على تسجيل الحوادث والوقائع والتراجم الغريبة والأمور العجيبة.
وكان يجمع ذلك في (دشت) كما كان يسميه طلبة العلم الذين أدركناهم وهو كالإضبارة من الجلد تكون مثل جلد الكتاب الخالي من الكتاب، وتكون فيها عروة صغيرة تدخل فيها كرة أخرى تغلق هذه الإضبارة.
ويكون كل ما فيها أوراق منفردة أو شبيهة بالمنفردة وليست كتابًا من الكتب.
والذي عند الشيخ فهد العبيد من ذلك فيها من النوادر والفوائد والنكت ما ليس في غيرها، ولكنني لا أدري ما فعل الله بها.
فابنه عبد الرحمن وحفيده ابن ابنه عبد المحسن وكلاهما نابه وعارف بهذه الأمور يقولون: إنهم لم يجدوا بعده شيئًا ويتهمون من يسمونه ( .... ) بأنه أخذها وهو ينكر ذلك.
وقد بلغ به الأمر أنهم قاضوه في المحكمة فلم يثبت بالبينة أن لديه شيئًا من كتب الشيخ فهد أو من الأوراق ذات القيمة.
زياراته لإخوانه المتشددين:
ما رأيت أكثر وفاء من الشيخ فهد بن عبيد لإخوانه القدماء الذين كان يألفهم ويألفونه، فكان يتحمل الصعاب لزيارتهم واستمرار الصلة بهم.
وقد جربت من ذلك نماذج تمثلت إحداها في زيارته للشيخ عبد العزيز بن عودة السعوي في المريدسية التي صحبته فيها، وقد ذكرت طرفا من ذلك في ترجمة (السعوي) في حرف السين.