بدأ القارئ يقرأ في أحد كتب الوعظ حتى أذن العشاء، فقام الناس فسلموا على الشيخ فهد ثم خرجوا، وكنت وأخي خالد من آخر من خرج من بيته.
وقد رأيته رحمه الله اشتد به المرض على بهاء وجهه ونور الإيمان قد كساه ولم يستطع أن يصافح الزوار تلك الليلة، فقبلت جبينه وأمسكت بيمينه فشد يمينه رحمه الله، وقد عجز عن الكلام، فما هو إلَّا أن خرجنا من صلاة العشاء حتى بلغنا نبأ وفاته رحمه الله، فرجعت إليه فإذا هو مسجي وحوله ابنه عبد الرحمن وحفيده عبد الله بن عبد المحسن الفهد في جلسة حزينة ثم حضر أخوه محمد وجلس عنده ساعات من تلك الليلة ثم غسلناه وكنت شاركتهم في تكفينه رحمه الله وانتظرنا تلك الليلة عنده في بيته حتى كان قريبًا من آذان الفجر حيث نقلناه على الأكتاف إلى مسجد الخريصي وإمامه وقتها الشيخ عبد الله بن الشيخ صالح الخريصي فاجتمع حوله الناس حتى امتلأ المسجد والطرقات حوله وصلى عليه أخوه محمد، وكنت بجوار جدي الشيخ إبراهيم في الصف الأول ثم حمل إلى المقبرة على الأكتاف سيرًا على الأقدام ودفن في مقبرة الموطأ في بريدة بعد صلاة الفجر يوم الجمعة ٢٧/ ٦ / ١٤٢٢ هـ وبكاه الناس وفقده أهله ومحبوه.
مات أبو عبد الرحمن فهد العبيد ولم يركب سيارة طول عمره، فقد كان يكرهها كراهة في نفسه لا كراهة دينية ولم يسمح لأحد أن يلقبه بالشيخ فهد، بل الكنية التي أحبها أبو عبد الرحمن أو الأخ فهد، وقد رثاه طلابه ومن تلك المراثي ما رثاه به الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن اليحيى.
رحم الله أبا عبد الرحمن وأسكنه فسيح جناته.
ومن أولاده ابنه الشيخ الواعظ عبد المحسن بن فهد ولد سنة ١٣٦٨ هـ ودرس في الكتاتيب وأخذ عن الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله، وأكثر من الأخذ عنه وأخذ عن الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله.
ووثق به الشيخ صالح الخريصي رحمه الله فطلب منه أن يكون إمامًا