بن إبراهيم الرسيني، وعبد الله بن صالح الحسين، وأخذ عنه غير هؤلاء خلق كثير وجمع غفير، وأخذ عنه ابناه عبد الرحمن ومحمد.
ومن العجائب أن غالب الذين أخذوا عنه وتتلمذوا عليه، وفقهم الله، ولديهم صلاح في دينهم، وقد بز أقرانه في مادة الفرائض التي قل من يسبر غورها ويحل عويصها، وكان يرجع إليه في كثير من المسائل الفرضية التي قد تبلغ حد الإعجاز في صعوبتها ويتلقاها بصدر مملؤ باليقين والاستعداد، حتى إنه بلغ به الأمر إلى أن تأتيه المسائل الفرضية من جهات بعيدة من خارج المملكة، ولا يزال الأن يعالج مهنة حل المسائل والإفتاء.
وكان الرجل شغوفا ومحبا لمادة التاريخ وله ذوق رفيع في مادة القواعد، وكان من صفاته التي يعتز بها كل تلميذ جثم على ركبتيه أمامه متعلمًا دماثة في الخلق وتواضع في الأخلاق وإخلاص في إيصال المعلومات إلى أذهان التلاميذ.
والجدير بالذكر أن المؤلف حفظه الله وأكثر من أمثاله رجل اجتماعي بطبعه يحب الاختلاط والامتزاج بمشائخه وتلاميذه، وكانت النكتة لا تغادر مجلسه، الأمر الذي يدعو جلساءه إلى الرغبة الأكيدة في الاجتماع والائتناس به، وكان قارئًا للشعر وله ديوان في الشعر، والمذكور يملك حاسة رقيقة شفافة تدعوه في كثير من الأحيان إلى ابتداع غرر القصائد التي يرثي بها مشائخه وتلاميذه.
أما عن مؤلفاته فكفاه فخرًا واعتزازًا سفره الباقي ما بقي المحبون للخير، وذلكم هو كتاب (عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف شهر رمضان) الذي ما فتئ كل إمام مسجد في المملكة وغيرها يقرؤه على مامومية في ليالي رمضان الشريف، حتى آل الأمر إلى أن قام رجال فضلاء من خارج المملكة بدعوة إلى الشيخ بالاستدان منه بطلب ترجمته إلى اللغة الأردية والإنجليزية، والفرنسية، وهذا وربي
شيء يبعث الاطمئنان والاعتزاز والسرور.
كما أن من مؤلفاته (البدور البهية والفتوحات القدسية) وهو وظائف