ثم إنه لما أخذ نصيبه الوافر من تلك المدرسة انضم إلى التعلم على يد الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي المشهور بالعلم والتدريس في القصيم.
وانضم أيضًا إلى التعلم من فضيلة الشيخ عمر بن محمد بن سليم وجد ونافس في طلب العلم وأكثر من الأخذ عنهما.
ومن جملة ما درس به عليهما (إعلام الموقعين عن رب العالمين) لابن القيم، و (كشاف القناع عن الإقناع للبهوتي)، و (الروضة الندية) لصديق بن حسن القنوجي الهندي، و (زاد المستقنع وشرحه) والرحبية في الفرائض والمواريث، وملحة الإعراب في النحو وألفية ابن مالك في النحو والصرف، وكتب العقائد والحديث كالعقيدة الواسطية، والصابونية والطحاوية، والتوحيد، وشروحه.
وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم ونال الإعجاب من مشائخه واعجبوا بجهده واجتهاده وقوة حافظته وذاكرته، حتى كان يذهب بين العشائين والعتمات وأواخر الليل إلى تلك المساجد التي لا تزال إذ ذاك عامرة بالتدريس وحلق الذكر لأخذ نصيبه من العلم، رغم زمهرير الشتاء وبرده القارس وأمطاره، وكان مشايخه يقدرون أعماله ويعرفون له فضل الاجتهاد.
ولما بلغ من العمر اثنتين وعشرين سنة أخذ يدرِّس ويعلم في المسجد واجتمع عليه تلامذة كثيرون فضلاء.
من تلامذته الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي المدرس في المعهد العلمي، والشيخ علي بن محمد السكاكر رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مقاطعة القصيم، والشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الحميد، والشيخ محمد الصالح المرشد مدير المعهد العلمي في بريدة سابقًا، والمدرس بالجامعة الإسلامية لاحقًا، والشيخ علي بن محمد الربيش أحد أعضاء المحكمة الكبرى، وأخذ عنه الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم الدوسري مساعد مدير مكتبة الحرم المكي، وعلي بن راشد الرقيبة، وأخذ عنه الأستاذ سليمان بن عبد العزيز التويجري، وأخذ عنه صالح