وزامله في مجلس العلم نخبة ... فيكفي السكيتي والبليهي وضالعُ
فحولٌ لهم في العلم قدرٌ وهيبة ... لقد أفَلتْ تلك الشموس اللوامعُ
سيبكيه علم للمواريث جهرة ... إذا حل بين الوارثين التنازع
وقال لنا الماضي مضى الشيخ غدوة ... نعاه لأهل النحو فينا المضارعُ
عقود اللآلي للقلوب مواعظٌ ... لقد صاغها في مهيع الصوم ساجُعُ
فتذكرة العرفان تأليف شيخنا ... وفي الفقه والتوحيد كتبٌ جوامعُ
طلبتُ عليه العلمَ من كنتٌ يافعًا ... وكان لتوجيهي ونصحي يسارعُ
سألت عظيم المن يوليه رحمة ... يحل بدار الخلد والقطف يانعُ
فموت الفتي حقٌ من الله نافذٌ ... وكلٌ إلى مولاه لا شك راجعُ
ومن بعده نشرٌ وحشرٌ محققٌ ... سيحصد فيه المرءُ ما المرء زارعُ
وأرَّخ لموت الشيخ إن كنت حازمًا ... عليه سلام الله ما هلَّ طالعُ
ففي ثامن من غرة العام قد مضى ... لخمس وعشرين دهتنا الفواجعُ
لألفٍ من الأعوام تتلوه أربعٌ ... مئينٌ توالت والنفوس ودائعُ
وصلى إله العرش دومًا مسلمًا ... على المصطلى من في القيامة شافعُ
كذا الآل والأصحاب ما هبت الصبا ... وما غردت فوق الغصون السواجعُ
ومن المتأخرين من العبيد هؤلاء على قلة عددهم - طلبة علم وأئمة مساجد منهم عبد المحسن بن فهد العبيد: أم في المسجد سنة ١٣٨٩ هـ وبقي فيه ثلاث سنوات ثم انتقل إلى جامع الحميدان، فتكون إمامته في هذا المسجد في الفترة (١٣٨٩ هـ - ١٣٩٢ هـ).
ولد في بريدة سنة ١٣٦٦ هـ وتربى على يد والده الشيخ فهد بن عبيد الذي تقدم ذكره، فنشأ على الصلاح والتقى منذ نعومة أظفاره، ولما بلغ سن التعليم لازم الشيخ محمد بن صالح المطوع، كما قرأ على الشيخ صالح الخريصي فرشح للتدريس في مدرسة تحفيظ القرآن، فدرس فيها حتى توفي، كما كان يجوب القرى