فغضبت وحمَّلت البعيرين من عند بابه وذهبت بهما للرجل الآخر الذي له دين في ذمتي وأنخت البعيرين عند بابه وخرج إليَّ الرجل بنفسه هاشًا باشًا مرحبًا، فأنزلت الحطب وأدخلته لداره وقلت له القيمة احسبها بما تشاء واقطعها من دينك عليّ، فقال: لا! أنت بالصحراء مع أهلك وأولادك والوقت شتاء وبرد وتحتاج إلى الطعام، القيمة سأدفعها إليك حالًا وديني ألحق عليه، الدنيا طويلة، الله يعينك!
ثم أدخلني لمجلسه وقدم لي القهوة والشاي وقدم لي طعامًا طيبًا ثم نقدني قيمة الحطب كاملة غير منقوصة وزاد بأن قدم لي عباءة قائلًا تدف بهذه فأخذتها وشكرته وعجبت من فعله وتألمت من فعل الأول.
أما الأول فلا داعي لذكر اسمه، أما الذي جاد واعتبر صاحب الحطب مهديًا عليه وقدر هديته فهو محمد العثمان العبيد السلمي (١).
وأبو غروب لقب عليه لأنه أخذ غروب أعدائه لم يكسب غيرها، والغروب، جمع غَرْب وهو الدلو الكبير الذي يخرج به الماء من البئر على السواني لسقي النخل والزروع.
إن اسم (العبيد السلمي) قد لفت أنظار المهتمين بالأنساب في بريدة وهم قليل.
وذكروا أن أوائلهم وأخر من رأيناهم منهم عبيد بن محمد بن عثمان العبيد، يقولون: إن أهلهم يقولون: إنه كان يأتيهم ريال في كل سنة أو قالوا في بعض السنين من قفار يرسل إليهم من هناك ويقول المرسل: إن هذا نصيبكم من الذي لكم في قفار.
وقد أجمعوا على أنهم قدموا إلى بريدة من قفار.
ولكنهم لم يذكروا لي أسماء معينة لأنهم فيما يقولون لم يهتموا بهذا الأمر.