والواقع أن كلامهم هذا في كونهم لا يهتمون بهذا الأمر هو شيء نعرفه نحن وأمثالنا من كون معظم الناس من أهل بريدة لا يهتمون بمثل هذا الأمر لأنهم لم يكونوا يشعرون بأن البحث فيه له نتيجة.
وذلك لأن أهل بريدة معروفون بل مشهورون في القديم بعدم التعصب وعدم إلقاء بال كبير لمثل هذه الأمور وأول من سمعت ذلك منه هو الإخباري الثقة (عبد العزيز بن صالح الحماد الرديني) وهو من أهل الشماس القدماء.
كان معظم (العبيد السلمي) من عقيل الذين هم تجار المواشي بين القصيم وبين سوريا وفلسطين ومصر.
وعندما توقفت تجارة المواشي إلى الشام وتعطلت تجارة عقيل فتح عبد العزيز العبيد وإخوانه محلًا للصرافة في بيروت لبنان وصاروا عمدة لأهل نجد هناك ثم عادوا وفتحوا محلًا للصرافة في الرياض وكانوا وجهاء ذوي أقدار.
كما فتح جاسر بن صالح بن محمد العبيد محلًا للتجارة والصرافة في بيروت فازدهرت أعمالهم ثم حصل عليه نقص وكان إخوانه شركاء له فأفلس وطالبه الغرماء بمالهم، وبعد مدة عاد إلى العمل فازدهر عمله وربحت تجارته وعاد أكثر مما كان.
و(أخو هرسة) الذي ضرب به المثل: (ارخص يا أخو هرسة) هو من العبيد هؤلاء.
وقصته أن (أخو هرسة) كان ثريًا وأراد أمير بريدة أن يغزو بالناس فأمر عليه أن يذهب مع الغزو فذهب أخو هرسة إلى الأمير، وقال له: أنا - يا الأمير - ما أعرف أرمي وش لون أروح معكم للغزو؟
يريد أنه لا يحسن قتال الأعداء برميهم بالبندق.
فقال له الأمير متحديًا: أبيك تِرَمَي أي يرميك غيرك في المعركة فتكون فداء لمن يحسن الرمي!