لو طاوع شوري ما لحقه ملام ... يسمع نزيز الفشق بأخيامها
كان (عبيلان الجاسر) شجاعًا جريئًا لذلك كان يخرج الكلام أحيانًا بدون النظر إلى ما يظن أنه موقعه عند السامع.
فلامه أخوه ولا أدري أي إخوته على ذلك قائلًا: يا خوي يا عبيلان، أنت تطلع الكلام اللي ماهوب في محله لابد أنك توقع بالكلام، فقال عبيلان: أنا ما أخرج الكلام إلَّا أنا وازنه! ! !
فقال أخوه: ولكن يغرك ميزانك في بعض الأحيان.
ومن أمثلة كلام عبيلان أن أهل بريدة أرسلوا وفدًا إلى الإمام فيصل بن تركي في الرياض لغرض من الأغراض، وكان لابد أن يكون في الوفد أحد من أسرة (الجاسر) لأهمية الأسرة في ذلك الوقت، فأخذوا عبيلان معهم، وقالوا: يا عبيلان، حنا نبي نتكلم مع الإمام، نبي فلان - أحدهم - يتكلم عنا ولا يتكلم غيره، يريدون بذلك منعه من الكلام.
قالوا: وعندما دخلوا على الإمام فيصل بن تركي أخذ يعدد عليهم أمورًا اعتبرها نواقص فيهم، أو أفعالًا غير مشجعة لديه وهم ساكتون لم يردوا عليه.
فانبرى عبيلان قائلًا يا الإمام، ماهوب هذا العلم، العلم إذا إننا عقبنا مغرزات.
يريد أننا نستطيع أن نتكلم بكل ما نريد، إذا كنا في بلادنا في القصيم.
قالوا: فظن الإمام أن هذا تهديد منهم بالعصيان، وردٌّ عليه في كلامه فأخذ يلين كلامه، ويقول: أنا أعرف الذي عندكم من النصح للمسلمين وولاتهم بارك الله فيكم - لكن حبيت أن أوضح لكم، بارك الله فيكم.
وقد أعجب وفد بريدة بكلمة عبيلان التي وافقت محلها رغم أنه أراد بها شيئًا آخر.