وفي ملك عثمان بن عبد الله المنيعي عشرين وزنة لصوام المسجد الجنوبي بالقصيعة، وعشر أوزان لمؤذن المسجد الجامع بالقصيعة، كما جاء في وصيته المحررة في ربيع الأول سنة ١٣٠٣ هـ (الوثيقة رقم ١٦).
والعثمان هؤلاء جاءوا إلى منطقة بريدة من قفار، وهم أبناء عم لأسرة القفاري أهل بريدة، وأنهم جاءوا قبلهم.
ولذلك كان يقال لأوائلهم (القفاري) ثم ترك هذا اللقب وصاروا (العثمان) فقط.
أقدم الوثائق التي عثرت عليها بشأنهم مؤرخة في عام ١٢١٢ هـ أي قبل مجيء أسرة القفاري المعروفة إلى منطقة بريدة بسنوات كثيرة.
وهذا نقلها بحروف الطباعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يعلم به من يراه أن أحمد بن عثمان القفاري استأجر نصف قليب إبراهيم بالغاف مشاع من مطلق السليمان أبا الخيل للغرس والبنا مائة وخمسين سنة بمائتين وخمسين حمر زر، يحل منها كل سنة خمس وثلثي حمر شهد على ذلك جماعة من المسلمين منهم منصور آل مطلق وسليمان الصوينع، قال ذلك عبد العزيز بن سويلم كتبه بأمره وبإملائه محمد بن سيف وقع ذلك في سنة ١٢١٢ هـ نسخة من خط محمد بن سيف بن ربيعة ما زاد فيه ولا نقص انتهى أصل الوثيقة.
وفي هذا دلالة على أن التعامل بين الناس قد يكون بالزر وهو عملة ذهبية معناها: الذهب، ولعل هذه الفترة الزمنية عاشتها أجزاء من الجزيرة في بعد تام عن الاتصال الحيوي بالدول، والمراد بالغاف: قرية الغاف في الجواء.
ومن عرض ما تقدم من نماذج محتويات المكاتبات الخطية بالجواء وخاصة العيون تدرك أنها أصبحت في القرن الثالث عشر الهجري مناخًا طيبًا