للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أول من اشتهر منهم عثمان بن أحمد العثيم قدم إلى جهة بريدة في عشر الأربعين من القرن الثالث عشر على أثر وباء حلَّ في جنوب العراق وكان يسكن سوق الشيوخ، لأنه استفاض عند أهل تلك المنطقة أنه لا ينجو من ذلك الوباء إلَّا من فَرَّ إلى البادية، وكان معه مال كثير فاشترى أملاكًا في بريدة، وصاهر المقبل الذين كان يقال لهم العبيد، فتزوج أختًا للوجيه الثري علي بن مقبل - ومقبل والده.

وهم غير المقبل المشايخ الذين منهم الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة، والشيخ محمد بن مقبل قاضي البكيرية، واسم والده مقبل.

حدثني الشيخ سليمان بن علي المقبل الملقب (أبو حنيفة) قال: تزوج أبو العثيم عمتي فلانة وذكر اسمها ولكنني أنا محمد العبودي نسيته، حدثني والدي رحمه الله أن ابن عثيم أصدقها أي جعل صداقها وهو مهرها (رقبة نعامة) مليئة بالريالات، وذلك أنه كان من عادة الناس في تلك العصور عندما كان النعام كثيرًا أن يأخذوا جلد رقبة النعامة وهي طويلة الرقبة فيدبغوه فيكون بقدر اتساع الريال الفرانسي الكبير إذا وضعت الريالات بعضها فوق بعض، قال والدي:

والغالب أن يوضع في رقبة النعامة عشرون ريالًا فرانسة الواحد فوق الآخر، ويجعلون في أعلاها سيرًا يربطونها به، وقد تتسع لأكثر من عشرين ريالًا.

أما أصل (العثيم) فإن عددا من الشيوخ كبار السن من المهتمين بهذه الأمور أخبروني أن جدهم كان من أسرة من أهل القصيم انتقلت إلى العراق طلبًا للرزق وقد حصلت على ثروة وكذلك كان جدهم عثمان بن أحمد بن عثيم ثريًا، وسيأتي إيراد الوثيقة التي تتعلق بذلك فيما بعد، إن شاء الله تعالى.

وأنه لما حصل الوباء في (سوق الشيوخ) خرج إلى القصيم الذي هو بلد أسرته قبل أن تهاجر إلى العراق، فليس هو أول شخص في أسرة العثيم يسكن القصيم.