والدليل على أن قدوم عثمان بن عثيم إلى بريدة كان بسبب هذا الوباء الذي حدث في عام ١٢٤٧ هـ أننا لم نر ذكرًا لعثمان بن عثيم في الأوراق والوثائق التي وقفنا عليها قبل ذلك التاريخ، مع أنه ثري معروف، والعادة أن الأثرياء يداينون الفلاحين ويعاملون الناس بأموالهم.
وذلك في الوقت الذي وجدنا له ذكرًا بعد ذلك في أوراق اثنين من أسرة (آل سالم) الأسرة الكبيرة القديمة السكني في بريدة إحداها كتبت بعد وصول عثمان بن عثيم إلى بريدة بتسع سنين كما سيأتي.
والشيء المهم الذي أسفت له أنني لم يتيسر لي الإطلاع على وصية جد العثيم كلهم وهو عثمان هذا، ذكرها لي شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضي بريدة وما يتبعها رحمه الله، كما ذكر لي صديقنا وزميلنا الأستاذ عبد الرحمن بن محمد الدخيِّل - بتشديد الياء - أنه اطلع عليها لأنني لم يكن لديَّ اهتمام في ذلك الوقت بكتابة مثل هذا الكتاب.
ولعلها موجودة الآن عند أحد أحفاده رحمه الله.
وأقول: بعد كتابة ما سبق اطلعت على الوصية المذكورة، وسوف يأتي عرضها فيما بعد، بإذن الله.
وقد اشترى عثمان العثيم أملاكًا مهمة في منطقة بريدة منها الحوطة في الشماس، وورد اسمه ضمن الذين كانوا يعطون التجار الذي يسعون في تنمية المال نقودًا يتجرون بها على سبيل ما يسمونه (البضاعة) وهو شبيه بالمضاربة حيث يعطي صاحب النقود نقوده لرجل آخر يتجر بها ويكون الربح مشتركًا بينهما.
وقد وجدت في أوراق اثنين من كبار أثرياء بريدة في القرن الثالث عشر وكلاهما من أسرة (السالم) العريقة القديمة السكني في بريدة.
الأول هو علي بن ناصر السالم وإن كان لشهرته يذكر اسمه فقط، كما تقدم ذكره