للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهتيم، فدخلوا الزبير وأطراف البصرة كل بلد دخلها جملة ممن حولها، ونهبوا من الأموال ما لا يحصى، ليس لهم صاد! ولا رادٌّ (١).

وقال الفاخري في تاريخه

ثم حل الوباء في البصرة والعراق، ثم باقي القرى وبواديها من المنتفق وفرق الخزاعل وما حولها، حتى انتهى إلى سوق النواشي، فمات به ثلاثة آلاف نفس.

ومنها زيادة الفرات وفيضانه حتى خرج كثير من البلاد الذي يخترقها ويمر بها:

وفي سنة ألف ومايتين وسبع وأربعين: هذه السنة ينبغي أن تسمى سنة الحوادث لما وقع فيها وفي آخر التي قبلها منها، فمن ذلك الوباء الذي فني بسببه خلائق لا يحصون في أماكن كثيرة، وقد استمر واشتهر، وقد عظم أمره في البصرة ونواحيها حتى لم يبق منهم إلَّا القليل (٢).

كما ذكر أيضًا في حوادث تلك السنة التي هي سنة ١٢٤٧ هـ (خزانة التواريخ) قالت:

ثم دخلت سنة ١٢٤٧ هـ: والوباء في مكة المشرفة، ثم وقع في بغداد، وجميع العراق إلى البصرة، وسوق الشيوخ، والكويت، والزبير، وهلك خلائق لا يحصيهم إلا الله تعالى، وانقطع حمائل وقبائل، وخلت من أهلها منازل، وبقي الناس في بيوتهم صرعى لم يدفنوا، وأموالهم عندهم ليس لها والي، وأنتنت البلدان من جيف الموتى، وبقيت الدواب والأغنام سايبة، ليس عندها من يعلفها ويسقيها، حتى مات أكثرها، وبقيت المساجد لا تقام فيها جماعة، فلا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم (٣).


(١) عنوان المجد، ج ٢، ٨٣.
(٢) خزانة التواريخ، ج ٣، ص ١٤٤.
(٣) خزانة التواريخ، ج ٤، ص ١١٠.