الوصايا في العادة وربما كان ذلك عائدًا إلى أن الأماكن الموصى بها فيها من النخل والبيت وأسماء الأشخاص الذين أوصى لهم بالأضاحي كل ذلك معروف للجميع ممن يطلعون على الوصية في حينه.
وقد وثقها تصديق للشيخ القاضي عمر بن محمد بن سليم، وهو المعروف بدقته وحرصه على مصالح الناس، ذلك بكونه كتب تحتها بأنه وكل علي بن محمد بن عثمان بن عثيم وأخاه سليمان على وصية جدهما عثمان المذكور، فهذا حكم من قاضٍ جليل بصحة هذه الوصية.
وقد أرخ الشيخ عمر بن سليم - رحمه الله ذلك في ٢٣ من ذي القعدة سنة ١٣٥٥ هـ.
وسوف يأتي نقل كلام الشيخ عمر بن سليم كله.
نعود إلى الكلام على وصية عثمان بن عثيم فنقول: إنه أوصى في ملكه المعروف بالغاف في قبلي بريدة والمراد به نخله، فالملك هنا هو النخل كما أوضحت ذلك في أكثر من موضع.
وقد عرفت الآن أن هذا النخل وصلته عمارة بريدة، وأن القائمين عليه باعوه بيوتًا واشتروا بثمنه الضخم عمارات ودكاكين في بريدة تغل الآن ريعًا عظيمًا.
كما أوصى ابن عثيم ببيته المعروف في بريدة الذي هو ساكن.
لقد عرف البيت بما عرف به النخل من كونه (المعروف) ولكن المعرفة العامة بمثل هذه الأشياء القديمة زالت، فصار لا يعرفها إلا المختصون ممن لهم علاقة بها.
ثم حصر الموصي ثلثه الذي أوصى به بأنه النخل المذكور والبيت المذكور، يدل على ما عرفناه عنه وما حدثنا به آباؤنا وكبار أسر من بني قومنا