ولا شك أن الذي يخرج من ثلث ماله نخلًا مهمًا في الغاف، وبيتًا كان يسكنه في بريدة تكون له أموال أخرى غيرهما كثيرة.
أما الأضاحي فإنها معروفة، وقد تكررت هنا ولكنه أضاف بعدها قوله: وثلاثين وزنة تمر تفرق في رمضان على الذي يستحق من المحتاجين، وأوضح باقي الثلث بعد إنفاذ تلك الأضاحي والتمر بأنه وقف على أولاده الذكور وذريتهم.
والعجيب أنه بدا لنا كما لو كان هذا الرجل يتوقع ما هو حاصل من أن إنفاذ ما أوصى به سيبقى بعده مال، وقد بقي الآن بالفعل فيه ملايين الريالات لو لم يذكر مصرفها لم يعرف كيف تصرف.
وقد ذكر بناته من اللواتي على قيد الحياة ليخرج أولاد البنات، وهذا ما يفعله كثير من الموصين.
ثم ذكر في لفتة إنسانية جاريته (مَسرَّهُ) ولم يقل عبدته وهي جارية مملوكة بأنها تعتق بعد موته، ولا يخرج من بيته المذكور، بل تكون عند أولاده كحالها عنده.
ولكن ذلك يتوقف على رغبتها بعد أن أصبحت حرة - بطبيعة الحال - ثم ذكر أن الوكيل على بعض أولاده خالهم عبد الله المقبل وهو من المقبل العبيد وعبد الله أخ للثري المحسن الشهير (علي بن مقبل) فأبوهما اسمه مقبل، وقد توفي عبد الله بن مقبل هذا في وقت مبكر بالنسبة إلى وفاة أخيه علي، ولم يخلف إلا ابنتين اثنتين.
وهذا نقل وصية عثمان بن أحمد العثيم إلى حروف الطباعة: