حدثني الشيخ صالح بن عبد العزيز العثيمين عن طرفة حصلت له أثناء عمله في إصلاح الساعات في مكة المكرمة قال:
كان الملك عبد العزيز قد حج في سنة من السنين وكان معه أخوه الأمير عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود وهو مشهور عند الناس بشدته وصرامته.
قال: وكنت في دكان صغير في سوق المدعي، وكنت قرأت قبل وقت قريب في الحرم الآية الكريمة {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}.
قال: فقلت في نفسي: ألم يجد الله شيئًا يضرب به المثل إلا الذباب؟
قال، ثم مضت أيام نسيت فيها ذلك فجاء إليَّ في دكاني خوي أي مرافق أو قال وزير للأمير عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود أخي الملك عبد العزيز ومعه ساعة وهي ساعة من ساعات الجيب المعتادة في ذلك الوقت، وقال لي: هالساعة للأمير عبد الله بن عبد الرحمن تحتاج إلى مسح وهو التنظيف، ولكن أنت تعرف الأمير إن جرى للساعة شيء فلا تلوم إلَّا نفسك.
فقالت له: ما يجري عليها شيء.
قال: فاتفقت معه على أن أمسحها له بريالين من الفضة قبل العملة الورقية، وهو مبلغ جيد.
وفتحت الساعة ونثرت أجزاءها من أجل تنظيفها.
قال: وكنا نضع شيئًا قليلًا من مادة تشبه الزيت لكن فيها لزوجة، إذا نثرنا أدوات الساعة الدقيقة من أجل أننا نأخذ الآلة الصغيرة منها برأس مسمار ونضعها في مكانها لأن اليد لا تستطيع أن تمسكها لصغرها.