للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولد الشيخ صالح بن عبد العزيز العثيمين في بريدة عام ١٣٢٠ هـ، وقرأ على المشايخ في بريدة بخاصة الشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن سليم وشيخه الشيخ عمر بن محمد بن سليم قاضي بريدة، وبرز بسرعة وفاق أقرانه في علوم النحو والعربية بل والحديث والفقه والتفسير، ولكنه سافر لسبب من الأسباب إلى الخليج وعمان للاستزادة من طلب العلم فقابل هناك أناسًا من طلبة العلم على غير مشرب مشايخه، ولكن لم يؤثر ذلك فيه، ولم يثنه عن النهج السلفي، وإنما الذي أثر فيه أنه كان محبًا للإطلاع فرأى كتبًا هناك لا توجد في بلدة بريدة فضلًا عن أن يقتنيها طلبة العلم مثل تذكرة داود الإنطاكي و (تسهيل المنافع) إلى جانب الكتب الفلسفية. وعندما عاد بعد سنوات إلى بريدة كان يحمل معه بعض هذه الكتب التي فيها طلاسم وخرافات من خرافات الأولين، فصار يطلع عليها من يثق بهم من طلبة العلم إذا وجدت مناسبة لذلك.

فعرف بها من لا يعرف هذه الأمور، فتألب عليه أناس منهم وزعموا أنه يأتي أمورًا سحرية وأن الساحر يقتل فذهبوا إلى شيخه الشيخ عمر بن سليم وكان قد صار قاضي بريدة فطلبوا منه أن يحكم عليه بالقتل.

لا سيما أنه كان اكتسب عادة شرب الدخان خلال إقامته بالخليج وشهد عليه جيرانه بأنهم كانوا يشمون رائحة الدخان من بيته.

فعرف بذلك فكان أن خرج من بريدة خائفًا يترقب هاربًا سنة ١٣٥٣ هـ إلى مكة المكرمة فاستوطنها وفتح له دكانًا في سوق (المُدَّعى) يصلِّح فيه الساعات.

ولكنه كان يواصل طلب العلم وقراءة الكتب والاتصال بالمشايخ ومذاكرتهم، وكان فيهم من هو أوسع أُفُقًا من علماء نجد آنذاك بحكم وجوده في الحرمين الشريفين أو في بلدة غيرها من الأمصار قبل ذلك.