واستمر الشيخ صالح بن عثيمين ساكنًا في مكة المكرمة وعينته إدارة الحج فيها التي صارت بعد ذلك وزارة الحج والأوقاف فصار مستشارًا للوزارة له راتب جيد.
وصار يكتب مقالات متسلسلة في جريدة البلاد السعودية آنذاك بعنوان (في سبيل الإصلاح).
ورأى من تقدير الناس له واستفادتهم من علمه ما لم يره في بلده بريدة، وقد مات في عام ١٣١٠ هـ بعد أن عاش تسعين سنة حافلة بالاستفادة: والإفادة وكان لا يزال حتى موته يستمتع بكامل حواسه من ذاكرة حادة، وفهم ثاقب ونظر وسمع.
وعندما مات لم يكن من ذريته أو من تولى بيع تركته من يقدر الكتب والأوراق فبيعت تركته ومعها كتبه وأوراقه كما تباع الملابس المستعملة!
وبعد ذلك بنحو عشر سنين كانت ابنة له اسمها عائشة قد أتمت دراستها في كلية الشريعة في مكة المكرمة وحصلت على الماجستير فأرادت أن تكتب ترجمة لوالدها ولكن لم يكن في يديها شيء من أوراق والدها تستعين به على الكتابة فأرسلت كتبًا للمشايخ الذين يعرفونه ومنها رسالة أرسلتها إليَّ طالبة فيها أن أكتب ما أعرفه عن والدها وشرحت لي بالهاتف مقصودها من ذلك فكتبت لها النبذة المختصرة عما أعرفه عن الشيخ صالح بن عبد العزيز العثيمين.
عرفت الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عثيمين قبل أن ألقاه، وذلك عن طريق السماع عنه والإشادة بذكائه وسعة إطلاعه من زملائنا وإخواننا طلبة العلم الذين هم أكبر منا في السن.
فعندما بدأت بطلب العلم في بريدة سمعت الإخوة الطلبة والعلماء يخصون الشيخ صالح بن عثيمين بمزيد من التنويه، وكان من أهم ما ينوهون به ذكاؤه