للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهذا كتاب الله يحكم بيننا ... وسنة هادي العالمين من الكفر

وان تقصدوا مالا فمدوا يديكموا ... إلى ما تريدوا من عروض ومن تبر

فلم يرعووا عن غيهم وضلالهم ... فقال واني بعد هذا من النذر

فصال عليهم صولة فأبادهم ... كأن لم يكونوا بالمهندة البتر

وسلَّ بهاتيك اليمين مصممًا ... لهم تقذف الأمواج شعلا من الجمر

واسقاهموا كأسا من السم ناقعًا ... فأسكنهم بعد الفضا ظلمة القبر

وصاد أسود الخيل وهي عديدة ... وكَرَّ بهم إذ أحجم الأسد عن كر

فبين قتيل أو طريد مشرد ... وبين كسير ليس للكسر من جبر

وكل رئيس مد عنقًا تطاولا ... إلى الملك صار العنق من بعد للجزر

وأضحى صريعًا بين أظفار ضيغم ... وافلاذه دارت على التاب والظفر

وباقيهم ظلوا يتيهون لو بقوا ... لا لحقهم رغمًا بسيدهم عمري

وأجلاهموا في رغمهم عن ديارهم ... وما ظنهم هذا يكون إلى الحشر

فيا ساعة فيها الثكالى جيوبها ... تشق ولكن مفرح الذيب والنسر

سلي الخيل عن فعل النهيك بحاقط ... تجد عضبه قدابهم الجون بالشقر

هزبر إذا ما قد رأته تفردت ... تطير إذا انحت بأجنحة الكدري

وما نكلها يسطاعها بأعنة ... من الروع فرت كالظليم من الذعر

فيا معشر الإسلام طرًا هنيئكم ... بنصر يحل المغلقات من الامر

هلموا قنوتًا في بقاء سميدع ... أزاح ظلام الظلم كالليل والفجر

جواد خضم أريحي منجد ... حسيب قفا اصلاهموا منيع الفخر

وتابعه في كل هذا سلائل ... فأخلاقهم بالدر أن قستها تزري

لقاصده سهل الجناب وللعدا ... يجرع كاسات أمر من الصبر

حمى الدين والدنيا جميعًا عن الخنا ... وصانهما عمن بغي بالقنا السمر

واظهر دين الله حسب كتابه ... وللسنة الغراء يقفو على الإثر

وبالخلفاء الراشدين له اقتدا ... ولم يرض خلفا في ذراع ولا شبر

وأوهب كل المذنبين نفوسهم ... العفو واحسان عليهم مع القدر