وقابل بالرفق الضعيف تكرمًا ... ولاقى بعز القهر طائفة الكبر
فان تفتخر فرس علينا بقيصر ... فخرنا به في رفعة الانجم الزهر
وان قدمت روم هرقل بحلبة ... يجيء سكيتًا في الورود وفي الصدر
ولو كان في نادي الوفاء سموؤل ... يوافي وفا الشهم ارتضى سمة الغدر
وما اجتمع الاثنان إلا لواحد ... كعلم ومجد ثم حلم مع القسر
وقد كان معن في السخاء وحاتم ... فرادى ولكن ذاك في العد لا النثر
فلو أن أرباب الدراري بكفه ... دروا لا كتفوا عن خوضهم لجج البحر
وان خضت في بحر الفصاحة لا تقل ... لسحبان إلَّا صاحب المعنى والحصر
فدونك يا عبد العزيز لمخلص ... لدولتكم بالنصح في السر والجهر
دعاء بإخلاص للوداد فدمتم ... ولا زالت الأقدار في حكمكم تجري
ولا زلت محروس الجناب موفقًا ... لاخماد نار البغي بالذل والقهر
ولا زلت أن عد الملوك برفعة ... كفاتحة القرآن يا زينة العصر
ولا زال نادي المسلمين معطرًا ... يدم عزه في ذكركم فائح العطر
وهاك قريضي قد أبان انتقاده ... وجاء على استحيا كخود من العذر
يقبل أرضًا خالعا لنعاله ... وحليته عقد التنصل في النحر
وها أنا ابدي العذر يا خير من أتت ... إليه مطي الوافدين فخذ عذري
فما أنا حسان. ولا ابن ربيعة ... ولكنني أبديت ما صاغه فكري
فهذا وأني في حوادث شتت ... لي الذهن ثم القرن في رابع العشر
وافات دنيا ثم ضيق معيشة ... السبع وعشرين مضت من سني عمري
سيقبل عذري كل حر وان يكن ... قريضي لما قدمت هذيا لذي سكر
وما صغت هذا للقراء فإنني ... به مظهر من ودكم للهوى العذر
اقر بأني كالطفيلي بمدحكم ... فمن لي بما آفي بما قلت في الشعر؟
فلو أن بدر التم ابعثه لكم ... قريضًا وباقي النجم في عنق الشعر
علمت قصوري في المديح وانني ... اسود قرطاسا من الشعر والنثر
ولكن هذا ما اطقت ومن اتى ... بما عنده فالعفو من شيم الحر