وما هذا الذي مما حوته أعدّه ... فتلك خصال قد تزيد على العدِّ
فيا ربّ إني للقضاء مسلمٌ ... وها ما جرى قابلته ربِّ بالحمد
فحمدي لك اللهم حمدًا مواصلًا ... على السر والضراء (لها وما تسدي)
علمت بأن الأمر لا شكّ نافذ ... وأن القضا لا بد يجري على العبدِ
وأن الرضى فيه الرضيُّ أو متى ... جزعت فلن أظفر بشيء من الجدّ
فلو جزعي في الأمر أصبح نافعي ... لكانت تآبيني تنيف على الحدِّ
وأبديت ما أكنت مما لو أنه ... بطود لأذى الطود في الدكِّ والهدِّ
فيا نفس قد مات النبيّ وبعده ... فما للورى من جرعة الموت من بدِّ
وما منه ينجو من على الأرض (قاذفًا) ... ولا الشيخ والطفل الذي لفَّ بالمهدِ
فمن ها هنا سلَّمت أمري لخالقي ... رجاء الجزا يا رب كن منجز الوعدِ
أبا ناصر جاء العزا بكتابكم ... ولكن عزاء بافتقادٍ فما يجدي
فإن افتقادي والتياعي وروعتي ... تزيد إذا أبدى العزا ساكنو نجدِ
أبا ناصر بالله قرة عينها ... وعند الذي منا له خالص الودِّ
عليك حبيب القلب نجلي محمدًا ... أبا ناصر أحسن إليه على بعْدي
فطفلٌ صغيرٌ أمه داخل الثرى ... وغاب أب قد فاته طالع السُّعْدِ
أبا ناصر وهل تدري مقام محمد ... ومنزله ما بيننا سالف العهدِ
فقد طال ما في الصدر ليلًا ضممته ... ومن فرط شوقي فالوساد له زندي
كذا أمه أضحى سريره حجرها ... تقلبه شوقًا على الصدر والنهد
فما حاله من بعدنا مستقيمة ... ولو كان يُسقى الحب دوما مع الشهد
سألت إلهي بعد ذا جمع شملنا ... فقد حلَّ بي داء من الوجد والبعدِ
لعلي إذا عاينتُ شخصه تنطفي ... به الحزن والنار التي أحرقت كبدي
فيا ربِّ فاغفر للفقيد الذي غدا ... بقبر لقي اللهم من جملة الوفدِ
وعوِّضه عن ذاك الشباب برحمةٍ ... ففيه لما يرضي لقد جاء بالجهدِ
ولا تجعلنَّ ذنبي يباعدُ بيننا ... ففي عفوك اللهم لي منهج الرشدِ