للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أفادنا أيمن النفجان في كتابه (الفصول) فائدة مهمة تتعلق بسبب تسمية جدهم العجاجي بعد أن كان اسمه عبد الله بن عبد العزيز الكثيري - كما زعم - وذكر أنه عاش في القرن الحادي عشر الهجري ولقب بـ (العجاجي) لأنه دخل في (دَحْل) في شمال الصمان، وتاه فيه، وبقي عدة أيام لم ير الشمس، فلما اهتدى إلى طريق الخروج وإذا هو قد ابيضَّ شعره وجلده فسمي بالعجاجي (١).

وذكر الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام رحمه الله أن أسرة العجاجي كانت تقيم في بلدة حريملاء عاصمة بلدان المحمل، وكانوا يقاسون من شدة الفقر، فاتفق أخوان من هذه الأسرة أن يذهب أحدهما إلى الإحساء، وأن يذهب الآخر إلى بريدة، فمن وجد منهما الخير أخبر أخاه ليأتي إليه، فصادف أن كلًّا منهما صلحت حاله في البلد الذي ذهب إليه، فبقي كلٌّ منهما في بلده، فأهل بريدة هم أبناء عم الذين في الأحساء (٢).

أقول: هذا صحيح، وقد اجتمعنا بأحد وجهاء أسرة العجاجي في الأحساء، كما أنه ينبغي الانتباه إلى أنه بقيت بعد هؤلاء بقية من أسرة العجاجي في حريملاء لم تهاجر منها، وقد جاورنا في الرياض في حي الفوارة (جنوب الناصرية) أحدهم، وكان نعم الجار إلا أنه أقل في المظهر من العجاجات أهل بريدة وربما كان مرجع ذلك إلى اشتغاله بالفلاحة ونحوها قبل أن ينتقل إلى الرياض، وفي الرياض كان لديه محل لبيع الأدوات الكهربائية الكبيرة كالثلاجات.

ونعم الجار هو، فقد رأيته مثل أبناء عمه أهل بريدة بشوشًا بالناس، حريصًا على قضاء حوائجهم، مواظبًا على الصلاة مع الجماعة.

وأسرة (العجاجي) مشهورة بالوجاهة وبأنها أنجبت رجالًا أكفاء حتى قبل أن


(١) الفصول: ص ١٤٣.
(٢) علماء نجد في ثمانية قرون، ج ٣، ص ٧٥ - ٧٦.