ولم يكن أحمد بن الشيخ المؤرخ عثمان بن بشر يقصد الإقامة في الأسياح عندما وصل إليها، وإنما كان هدفه الهجرة إلى العراق مثل سائر أفراد أسرته الذين هاجروا جميعا من بلدتهم جلاجل إلى الزبير، وذلك للآفة التي كانت تصيب بلدة جلاجل إذا قل المطر بأن تنضب مياه آبارها فلا يستطيع أهلها من الفلاحين وغيرهم إلا أن يهاجروا منها ويتركوها.
ولكن عندما وصل (أحمد) إلى الأسياح، سكن في التنومة وكان مطوعًا دين: رجل دين، وعلى جانب من العلم طلب منه أهل الأسياح أن يكون إمامًا المسجدهم فوافق على ذلك وطابت له الإقامة في الأسياح، حتى مات فيها.
وفيها ولد ابنه الشيخ عثمان بن أحمد البشر حفيد المؤرخ المشهور وسوف تأتي ترجمته.
ومنهم صديقنا العزيز الأستاذ محمد بن عثمان بن أحمد بن المؤرخ عثمان بن بشر صاحب كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد).
ولد محمد بن عثمان البشر في بريدة عام ١٣٥٢ هـ.
وعينه الشيخ صالح بن سليمان العمري عندما كان معتمدا للمعارف بالقصيم مدرسًا في مدرسة الزلفي في عام ١٣٦٨ فباشر التدريس فيها.
ثم عاد إلى بريدة وتنقل في وظائف التعليم فيها حتى صار مساعدًا لمدير التعليم في منطقة القصيم.
ثم انتقل عن التعليم، بل عن كل وظائف الحكومة واشتغل بالأعمال الحرة التجارية وبخاصة تجارة العقار فربحت تجارته حتى سمي حي من أحياء بريدة الشمالية على اسمه (حي البشر) وذلك أنه هو الذي اشترى أرضه وجعلها قطعًا سكنية باعها على الناس، فأصبحت حيًّا عرف باسمه، لأن مكانها لم يكن له اسم خاص به من قبل.