وقد اتفق الطرفان على اختيار الشيخ إبراهيم بن عجلان هذا، أما آل سليم فلكونهم يعرفونه بصفاء العقيدة وأما الشيخ ابن جاسر والذين معه فلكونهم يعرفونه بعدم الإنكار على من زار ديار الأمصار التي يسميها بعض العلماء ديار الكفر وعدم هجر من أتى منها.
قالوا: وهنا (الرواية للشيخ سليمان المقبل: أبي حنيفة) فتناظروا فترة، وابن عجلان حاضر، وكان يسأل بعضهم أحيانًا ويطلب تفسيرًا لكلام بعضهم في أحيان أخرى.
قالوا: وأخيرا حكم بأن الحق مع المشايخ آل سليم، وأن على الشيخ ابن جاسر أن يعود إلى الصواب.
إن الشيخ إبراهيم بن عجلان لم يخرج عن القاعدة التي كان عليها علماء أهل نجد، وهي قلة عنايتهم بالتأليف سواء أكان ذلك بتأليف الكتب التاريخية أم الفقهية أم المؤلفات في العلوم الأخرى.
وقد عولت على دراسة الوثائق التي وصلت إليَّ بخطوطهم عوضًا عن ذلك فهي تبين درجة حسن الخط أو عدمه، وتوضح عبارات الكاتب، ومدي معرفته بسبك العبارة، أما النحو فإنني لا أبحث عنه في تلك الوثائق لأن الذين يعرفون النحو لا يستعملونه في مثلها لأنها مكتوبة لقوم عوام.
وقد وجدت وثائق كثيرة بخط الشيخ إبراهيم بن عجلان منها وثيقة كتبها في محرم عام ١٢٧٢ هـ. وتتضمن إثبات أن عبد الله الرواف وعقل الرواف مطلقين الرهن الذي كان لهم في ملك ثنيان السالم، وذلك حتى يرهنه سليمان الصالح بن سالم كما هي عادة كثير من الدائنين، ونقلت هذه الوثيقة في الكلام على الرواف في حرف الراء.
والشاهد في هذه الوثيقة هو طويان بن خريف وهو من أهل الصباخ من