الكرة، فتناول كرتهم ومزقها وانتهرهم فاجتمعوا عليه وضربوه، ولما جاء إلينا قمت بمساعدته بحيث ألقينا القبض على الذين اعتدوا على زاهدنا، وجيء بهم إلى هيئة الحسبة فصدر الأمر بضربهم وأخذ التعهد عليهم.
وصلى إلى جانبه شاب قد فاته ركعة من صلاة المغرب فرآه ينقر صلاته فأنكر عليه، غير أن ذلك الشاب قابله بكلام يجرح العواطف بحيث قال البعيد: أشغلتمونا بقول رسول الله ووالله لو خرج رسول الله لكنتم أول من يرميه بالحجارة، فتأثر رحمه الله وجاء إلى في نفس المحراب بعد كلام المسيء غير أني لم أتمكن من المسيء، ولكني لعدم معرفة المترجم بالذي أبدى الوقاحة ألقيت موعظة بليغة على العموم الحاضرين وأقسمت بالله لو عرفته لأسيرنه إلى الجهات المسئولة ذليلا بعدما كان عزيزا بعدما شرحت الموضوع أمام خمسة صفوف، وفي هذا إكمال المصلحة ليرتدع المجرم ويرتدع من على نحوه وكثيرا ما يتأثر من رؤية المناكر والمعاصي.
وكان مقلا من الدنيا وزاهدا بها غير ساع لتحصيلها ومجالسه معمورة بالذكر والمناقشات والبحث في التوحيد وترسيخ العقيدة، والنهي عن الشرك والابتعاد عنه والتخويف منه، ويلهج بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والسلفية ويبكي عند ذكره ويكرر الدعاء له والثناء عليه ويردد الأبيات التي قيلت في الثناء عليه، ويلقي عبارات الشيخ من كتبه ويلقي الأسئلة على زائريه ومجالسيه، ويفيدهم إذا لم يجاوبوا عليها، وإذا تذكر آل سليم أثنى عليهم وبكى وأبكى من حوله لما يرويه عن حالتهم وتمسكهم بالعقيدة، وله ورد بالليل يحافظ عليه ويحتاط لذلك بحيث لا يجالس أحدًا بعد صلاة العشاء الآخرة، وينتابه زواره في الضحى وبعد العصر في منزله من طلبة العلم والمشائخ، ولا يترك فرصة لمحدثه أن يتحدث في أمور غير ما يتعلق بالدين، وما زال كذلك حتى