للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن سليم وأخذ عنه علم العقيدة ومعرفة الرجال وأشياء من الفقه، ثم إنه رغب في طلب العلم والأخذ عن آل الشيخ في مدينة الرياض، فسار على قدميه في صحبة أناس من طلاب العلم منهم الشيخ سليمان بن عبد الله المشعلي في أناس آخرين، فأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وعن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وأخذ عن الشيخ حسن بن حسين آل الشيخ، وكان الشيخ عمر بن حسن من زملاء المترجم، حيث كان يدرس على والده في أناس آخرين ثم إنه عاد من الرياض لما سمع بمرض والدته وتوفيت وهو في الطريق، فأخذ في الدراسة على الشيخ عمر بن محمد بن سليم ولازمه كجملة الطلاب.

ولما أن توفي الشيخ عبد الله بن محمد بن فدا كلفه الشيخ عمر بن سليم بإمامة مسجد ابن فداء، وذلك لقربه من مسكنهم الذي يقع شرقًا عن المسجد المذكور جوار منزل راشد بن حميد الذي هو مؤذن المسجد فأمَّ فيه حتى كبر عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله فترك الإمامة له.

وكان لما اشتكاه أشرار إلى الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم مدعين بأنه متشدد في الدين أجابهم بقوله: الذي عند العجلاني هو نفس ما عندنا، فانقلبوا خاسئين، وكان يسكن هو وأهل بيته صيفًا في السباخ، وفي الشتاء يرحلون إلى بيتهم في بريدة، وكان قويًّا في دين الله لا تأخذه لومة لائم، يصدع بالحق ولديه موالاة لأولياء الله ومعاداة لأعدائه، ولديه ميزة بين الرجال فيفرق بين الغث والسمين ويعرف المؤمنين من المنافقين.

وكان متمسكًا بالدين، وأي متمسك يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بيده يصيبه في ذات الله كثير، ولكنه صابر ومحتسب.

مثال ذلك أنه مرّ بشباب في طريقه وهو راجع من السباخ من آخر النهار، وكان ذلك في وقت المغرب قد سهوا عن الصلاة وارتدوا ملابس