ونعود إلى ذكر عبد الله بن عبدوان، فنقول نقلًا عن المؤرخين:
فلما كان في صفر عام ١٢٧٦ هـ. قام رجال من آل أبو عليان على عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان المذكور، فقتلوه، فلما بلغ الإمام فيصل الخبر، جعل في بريدة أميرًا، محمد آل غانم، وهو من الذي قتلوا عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان، ثم إن الإمام فيصل، أطلق عبد العزيز آل محمد من الحبس، واستعمله أميرًا في بريدة، وأخذ عليه العهد والميثاق على السمع والطاعة، فسار عبد العزيز آل محمد من الرياض إلى بريدة، وذلك في جمادى الأول سنة ١٢٧٦ هـ.
ومن العدوان: عبد العزيز بن عبد الله العدوان الملقب (أبو خشرم)، كان صديقًا حميمًا لوالدي لذلك عرفت (أبو خشرم) هذا في وقت مبكر بالنسبة إلى معرفتي له وأمثاله، قال والدي وأنا طفل صغير عمري ثمان سنين: نبي نروح لأبو خشرم.
فقلت له: وين هوبه؟
فقال: بمكان بعيد لا بد نمشي له كثير.
وكان ذلك بالفعل، إذ سرنا بعد صلاة الفجر مباشرة على أقدامنا ولم يكن معنا من الاستعداد للسفر إلَّا عصا غليظة أخذها والدي، ولم يكن يأخذ العصا في الأحوال المعتادة، ولم يكن يحتاج إليها في الاتكاء لأنه كان لا يزال نشيطًا رغم بلوغه سن الثانية والستين في تلك السنة وهي عام ١٣٥٣ هـ.
ولما سألته عن العصا لماذا يأخذها قال لي ممازحًا: من أجل أن نضرب بها الكلب اللي يجي لمنا يبي يعضنا، واقتنعت من كلامه وإن كنت عرفت بعد ذلك أنه وأمثاله ممن يخرجون إلى البر يأخذون العصا لا من أجل الكلاب لأنها لا تهاجمهم، وهم لا يذهبون إلى مكان هي فيه، وإنما من أجل أن يقتلوا ما قد يعترضهم من هوام الصحراء كالعقارب والحيات.