للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا نتهم ابن بشر بالتحيز، باعتباره ينتمي إليها، لأنه من قبيلة بني زيد، من الحراقيص التي ترتبط باسم شقراء، كلما ذكرت، ذلك أن عائلته قد تركت شقراء قبل ولادته، عندما سكن والده الشيخ عبد الله ابن بشر جلاجل بسدير، على أرجح الأقوال، فقد توفي هذا الوالد في جلاجل عام ١٢١٥ هـ، كما ذكر ذلك الشيخ الفاخري في تاريخه، في أحداث عام ١٢١٥ هـ.

أما عبد المحسن أبابطين، فقد ذكر في ترجمته له في مقدمة عنوان المجد، أنه ولد في شقراء، وعلى رأيه هذا يعتبر قد تركها صغيرًا إلى جلاجل، لكن الشيخ عبد المحسن أيضا، يرى أنه تربى ونشأ وتعلم بشقراء، مما يرجح أنه لم يتركها إلا كبيرًا.

فالمعلومات التي يوردها ابن بشر في تاريخه، عن شقراء وغيرها، وتسبق معاصرته لأحداثها، فهو قد استقاها ممن سبقه من المؤرخين، كابن غنام، وابن بسام، لكنه في حوادث عامي (١٢٢٣ - ١٢٣٣ هـ)، ذكر عن شقراء والدرعية بالذات أشياء كثيرة (١).

ومن الغريب أن يبدو من الشيخ الدكتور محمد بن سعد الشويعر ما يدل على التشكيك في كون المؤرخ ابن بشر ليس من أهل شقراء، إذ قال: بعد أن ذكر أن عائلة المؤرخ ابن بشر قد تركت شقراء قبل ولادته وأن والده توفي في جلاجل عام ١٢١٥ هـ، كما ذكر ذلك الشيخ الفاخري في تاريخه من أحداث ١٢١٥ هـ فالكلام الذي نقله عن عبد المحسن أبابطين لا ينهض دليلًا مقابلًا للصحيح الذي ذكره الشيخ المؤرخ ابن بشر نفسه وذكره من بعده ابن حفيده الشيخ عبد الله بن عثمان بن بشر من كون أسرته تركت شقراء قبل ولادة الشيخ عثمان منتقلة إلى عودة سدير، ومن هناك ذهبت إلى جلاجل واستقرت فيها.


(١) شقراء مدينة وتاريخ، ج ١، ص ٢٩.