كان من الجهود الطيبة، والأعمال الخيرية التي عرفت عنه في حياته وشكر له عليها ما اختص به من معرفة جل الأمراض التي تصيب بعض الحيوانات من بهيمة الأنعام من إبل وبقر وغنم، والحيوانات الأخرى من الحمر الأهلية والخيل والبغال، وقد أعطي معرفة تشخيص الأمراض وكيفية علاجها، والاهتداء على الدواء النافع لها، والسبب الذي به يأذن الله بزول المرض عنها.
وهذا الرجل يتخذ طرق معالجة الحيوانات بأمور ثلاثة:
الأمر الأول: وهي الكي بالنار وهو الأكثر في المعالجة؛ لأنه يجد الفائدة فيه.
والأمر الثاني: المعالجة بأدوية معروفة ومعلوم فائدتها للحيوانات المريضة، وهي تدمج في قليل من الماء، أو في شيء من التمر، أو في بعض أنواع الأطعمة والأعلاف، ثم يتم سقي الحيوان المصاب بالمرض من ذلك الدواء، أو إعطائه له ليأكله إما اختيارًا أو إلزامًا، لأنه ربما لا يشتهي الأكل لما فيه من شدة ألم المرض.
والأمر الثالث في المعالجة: قيامه بجمْع ورق الأثل وإيقاده بالنار، وتسخير الحيوان المريض باستنشاق دخان تلك الأوراق، باعتباره من عوامل المعالجة لبعض الأمراض الخفيفة.
ويواصل تلك العمليات أو بعضها بحسب متطلبات المرض حتى يبرأ الحيوان.
وهو كغيره من العارفين باعراض الأمراض، وأسباب البرء منها، ويعمل بحدود قدراته وما يعلمه من أمراض يهتدي لعلاجها.
والله جعل على يديه شفاء بعض الأمراض بما يعلمه من أسباب ويبذله من اجتهاد.
وكل ما كان يعمله في تلك المهمات إنما هو احتساب وإحسان لإخوانه المسلمين، ورحمة بالحيوانات التي تعاني وطأة المرض.