الفلاحين التي بسبها حصلت للمقبل وكالته على تركة موسى العضيب لأنها تحتاج إلى جهد وعمل لافتكاكها والحصول عليها.
وحدثتني والدتي قال: كان بيتنا مليئا بالتمر والعيش في سنة الجوع وهي التي مات فيها كثير من الناس جوعًا.
فكان والدي إذا دخل من دكانه في السوق الشمالي جنوب (الصَّنَّاع) قال الأمي: يا مزنة، تراي مريت على ناس بالسوق طايحين من الجوع! قالت: فتأخذ أمي تمرًا تمرسه، وتملأ به ماعونًا وتضع عليه فنجالًا خاليًا وتعطيه أختي حصة وهي أكبر مني، وتعطيني أنا تمرًا في ماعون آخر وكنت صغيرة أقدر عمري آنذاك بسبع سنوات.
قالت: فتأتي أختي حصة إلى اللي طايح بالسوق يقطعه الموت من الجوع حسب تعبيرها أي يحتضر فتأخذ بالفنجال من مريسة التمر وتصبه في حلقه، فإن دخل المريس وهو التمر الذي يذوب في الماء إلى حلقه بقيت قليلًا أو عادت إليه بعد قليل فيفتح جفنه، وتدب فيه الحياة فتأخذ من التمر الذي معي وتعطيه إياه بيده ثم تذهب وتتركه، تعرف أنه قد نجا من الموت جوعًا.
قالت: وبعضهم لا يذهب المريس إلى حلقه بل يعود خارجًا من فمه فتعرف أنه قد مات بالفعل ويأتي بعد ذلك من يصلي عليه ويدفنه محتسبين الأجر من الله.
قالت: وقد استمر هذا عملنا حتى ذهب الجوع.
قالت: وأحيانًا يأتي إلى والدي أناس من المحبين للخير يذكرون له أن أناسًا قد سقطوا في الشارع من الجوع يصارعون الموت، ولكنهم في مكان بعيد من بيتنا لا نذهب إليه، فيقوم والدي بهذا العمل بنفسه.