للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد طبت نفسًا من عزيز بنظرة ... وما خلت أني بعدها سوف ألقاه

أرى الموت للأخيار يأخذ بغتة ... ولم يمهل الإنسان ينهي قضاياه

تبوأت يا موسى من النّاس منزلًا ... يشق وإن غبت على النّاس تنساه

فقدنا وجيهًا يشكر النّاس سعيه ... فقدنا سخيًا تبذل المال يمناه

أيا قبر واريت الكريم وإنه ... سيحكي له التاريخ فضلًا عرفناه

سيبكيه أولاد وتبكيه أمه ... كذا قصره يبكي عليه وينعاه

ويبكيه مسكين وينعاه معدم ... فيا رب عوضنا كريمًا فقدناه

ستلقونه إن شاء ربي منعمًا ... لقد كان في الدنيا شكورًا فأرضاه

لئن فارق الدنيا فإن فعاله ... ستبقيه حيًّا يعشق النّاس ذكراه

عرفناك يا موسى وفيًا وخيرًا ... وكلِّ غداة العرض يجزي بحسناه

ترفعت عن كل الدنايا تنزهًا ... فلم يلتحف يومًا سوى ثوب تقواه

كذا النّاس في الدنيا شهود على الوري ... يقولون عنا كل شيء فعلناه

فلن يظلم الإنسان مثقال ذرة ... فيا رب ضاعف أجره حين يجزاه

وصلوا على خير البرية كلهم ... على أحسن الأخلاق كانت سجاياه

ذكر الأستاذ محمد بن عثمان القاضي في الجزء الثالث من كتابه وفاة الأستاذ موسى بن عبد الله العضيب في شهر جمادى الآخرة سنة ١٤١٧ هـ؛ ولكنه غلط غلط واضحًا بقوله: توفي في بريدة وهو أول مدير للمعهد العلمي فيها ... (١).

وهذا غلط ظاهر فأول مدير المعهد العلمي في بريدة هو كاتب هذه السطور، افتتحه في أول عام ١٣٧٣ هـ. وبقيت مديرًا له حتى عام ١٣٨٠ هـ حيث نقلت إلى تأسيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.


(١) روضة الناظرين، ج ٣، ص ٧٨.