وكان والده عقيل من طلبة العلم المشهورين بشدة الورع والتحرز من كل ما فيه شبهة حتى نسب إليه بعض الناس أنه يحرم (المرقوق) وقال شاعرهم في ذلك وأضافه إلى الشقة تمييزًا لهم عن (عقيل الآخرين) ولكونه جاء إلى بريدة من الشقة:
الله حسبي على من حَرَّم المرقوق ... أبو وقيان وعقيل الشقة
لي عاد ما عندنا ما نذوق ... وش عندنا إلى احترمنا الرقة؟
وأنشدنيها الشيخ صالح بن عبد العزيز العثيمين بهذا اللفظ:
حسبي على اللي حرَّم المرقوق ... أبو قيان هو وأيَّا عقيل الشقة
لي عاد ما حنا بنجد بنوق ... وش عاد ناكل لي حترمنا الرقه
الخ الأبيات ..
و(أبو قيان) الذي ورد اسمه في الشعر هو راشد الوقيان، وهو طالب علم ورع لا يأكل مما صاده الصلبة، بل يتركه تبرعًا.
وسبب تحريم المرقوق فيما قيل لي أنهم حرموا اللحم المقدد الذي كان يحضره الصلبة جمع صلبي إلى بريدة وهم الذين اشتهروا بصيد الظباء وبيع لحمها قديدًا إلى أهل المدن وهو يتخذ إدامًا للمرقوق ويقولون: إن الصلبة في ذلك الوقت ليسوا على شيء من الدين لذلك لا تحل ذبيحتهم، وبالتالي يحرم المرقوق الذي طبخ معه اللحم الذي ذبحوه، فذكر الناس أنهم حرموا المرقوق تشنيعًا عليهم مع أنهم لم يحرموا إلَّا ما طبخ فيه اللحم المذكور.
وعقيل هذا هو عقيل بن حمد بن محمد بن رشيد بن محمد بن عبد الله بن حمد بن علي بن حسن بن ربيعة بن عشيرة بن حسين، هكذا أملاه عليَّ حفيده في المدينة المنورة.