عندما ذهبت لزيارة المدينة المنورة لأول مرة في عام ١٣٧١ هـ وكنا ثلاثة أنا والشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد رئيس محاكم منطقة جازان سابقًا والأخ صالح بن إبراهيم العبد اللطيف من أهل شقراء ويقيم في بريدة.
وكان الشيخ عبد الله بن عقيل زميلًا للشيخ عبد الله بن حميد في الطلب، فرغب الشيخ عبد الله في أن نسلم على الشيخ عبد الله بن عقيل ولم يكن مكانه على طريق السيارات الذي لم يكن مزفتًا في ذلك الوقت فذهبنا إليه وسلمنا عليه وقد رأيته رجلًا متألها أي منقطعًا عن الدنيا مقبلًا على الآخرة، لا يتحدث بشيء من أمور الدنيا وإنما هو حاصر وقته وذهنه في العبادة وتلاوة القرآن، وإرشاد القوم الذين أرسلته الحكومة الإرشادهم وهم أهل الحناكية قرب المدينة المنورة، وعرفت أنه أنموذج الطلبة العلم الأوائل من الذين طلقوا الدنيا، وما فيها إلَّا ما يتعلق بالآخرة.
كما وجدته عاقلًا رزينًا، وقد أعجبت به آنذاك ودعوت الله تعالى له بالأجر الجزيل.
وكان أول سفر الشيخ عبد الله بن عقيل إلى منطقة المدينة المنورة أنه في سنة ١٣٤٦ هـ كتب الملك عبد العزيز آل سعود إلى الشيخ عمر بن سليم بأن ينتخب عددًا من تلاميذه المشايخ ممن تتوفر فيهم الكفاية للوعظ والإرشاد لتوزيعهم على المدينة المنورة وضواحيها، وكان من بين هؤلاء الشيخ عبد الله بن عقيل هذا الذي حاول إعفاءه من السفر، لكن الشيخ عمر أصر على تكليفه، ووصلوا إلى المدينة المنورة واجتمعوا بالشيخ عبد الله بن سليمان البليهد رحمه الله، وكان رئيسًا للقضاة في المنطقة الغربية آنذاك، وقد رشحه قائمًا على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتدريس في بعض المساجد بالمدينة لتعليم طلبة العلم وإرشادهم، وبعد فترة من الزمن اختير إمامًا ومرشدًا ببلدة الحناكية،