وأضع شدادي كالمسندة وافرش بجانبه مطرحة لي، ثم رفعت الدلة والفناجيل بيدي ووقفت على طريق السيارة، ولم يكن هناك طرق واضحة لها.
وناديت بأعلى صوتي: فنجان، يا طويل العمر.
قال: فاتجهت السيارات إلينا، وإذا به بالفعل الملك عبد العزيز آل سعود.
فقال لمن معه: تقهوينا، أي سنشرب القهوة عند هذا الرجل.
قال عقيل: وأسرعت بأقراص من الكليجا باقية معي، فقدمتها قبل الشاي.
قال: فضرب الملك عبد العزيز أحدها بيده فتناثر وأكل منه ما أراد.
ثم شرب القهوة، وسألني عن اسمي، فقلت: عقيل الحمد العقيل من أهل بريدة.
فقال: أبوك حمد العبد العزيز العقيل؟
فقلت: نعم، فقال: ونعم، والله ما أناب ناسي جريش جانا من عنده.
ثم سألني عن الإبل التي معي وهي كلها حولنا فأخبرته أنها (٤٧) فقال: أنت جالب والأمهدي؟
يعني: أأتيت بها لنبيعها في الرياض على سائر الناس أم لتهديها علينا؟
قال عقيل: فقلت: يا طويل العمر، أنا جايبها بايع قبل أشوفك يا طويل
العمر، وهالحين أنا مهديها عليكم يا طويل العمر.
فقال الملك عبد العزيز: مقبولة، واسمع خبرني بكم اشتريتها لأني أبي أعطيك عليها معاشرة يعني أنه سيضيف له نسبة مئوية من الربح.
قال عقيل: فأخذت أحسب وأكتب حتى قلت له: يا طويل العمر، رأس مالها عليّ على (٤٥) ريال للناقة الواحدة.