للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أخبريني بالحقيقة فالرجل أهداك لي وهو يقول: إنك جارية وأنت تقولين إنك جارية، أي مملوكة، ولكن ما سبب البكاء؟

هل أنت مكرهة هل أنت مظلومة؟ قولي الحقيقة ولا تخافي فأنا لن أمد يدي إليك بسوء ولن أعتدي على عرضك.

وهنا ارتفع صوتها بالبكاء وقالت: أنا حرة أنا فلانة بنت فلان من قبيلة وذكرت اسم القبيلة، وأنها كانت ترعى الإبل فجاء إليها رجل واقتادها لغرض بيعها واحضرها من الصحراء وتركها عند الرجل الذي جاء بها إليك فعرف فهد بن حمد العقيل أسرتها ومكانتهم وبعث بخطاب إلى أخيها فحضر إليه فقال له فهد: عندي لك هدية غالية لكن أريد منك أن تأخذها ولا تسأل عن الذي جاء بها ومن الذي سلبها حريتها ولكنني أؤكد لك أن الفتاة لم يعتد أحد على عرضها فوافق أخوها فأكد له أنها أخته المسروقة وأنها لديه فأدخله عليها وعانقها وبكي الأخ وبكت الأخت وانصرف الأخ وهما يبكيان.

وهكذا أضفى الشاب فهد بن عقيل سترًا على فتاة حرة مظلومة وأعادها إلى أهلها بعد أن اشترط على أخيها ألا يبحث موضوع سرقتها فكان كما أراد (١). انتهى.

وجدت في وثائق مكتوبة في النصف الثاني من القرن الثالث عشر بخط مطلق بن عقيل وهو كاتب جيد وخطه جميل وما أدري من أي عقيل هو، لذلك أثبته هنا إلى حين أتأكد من الأسرة التي ينتمي إليها، وإن كان يقرب من أن يكون من هذه الأسرة لأن فيها كتبة وطلبة علم، ولكنني لست على يقين من هذا.

لذا أثبتها هنا لعل من لديه علم عن الرجل أن يستفيد منها.

أقول: ثبت لديَّ بعد ذلك مطلِّق بن عقيل بتشديد اللام وكسرها.


(١) ملامح عربية، ص ٣٧٣ - ٣٧٤.