للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وبلغه أن الملك عبد العزيز آل سعود وجد في نفسه عليه شيئًا إضافة إلى ما في نفسه عليه في السابق من انحيازه إلى مناصرة الإخوان من الأعراب الذين خاصموا الملك عبد العزيز ثم خرجوا عليه وحاربوه، فنصحه ابن عمه صالح بن عبد الرحمن البطي بأن يكف عن التذكير، فقال أبومسدد كيف تريدني أن أترك التذكير والله يقول: (وذكِّرْ فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فذكر له ما بلغه عن الملك عبد العزيز نحوه فقال أبومسدد: ماذا يفعل بي عبد العزيز بن سعود أنا ما طلبت مال ولا وظيفة ولا أملك إلَّا لساني أذكِّر به الناس، وأرشدهم وهالحمير اللي أركبها أنا وعيالي.

ثم استدعاه الملك عبد العزيز وطلب منه ألا يتجول في البلدان وقال له: إغرف إنك محبوس في البحيرة اللي تروح لها وتختارها إن كان أنت بقيت بالرياض فلا لك رخصة تروح عنها إلى غيرها، وإن رحت لبريدة فلا أنت مسموح لك تطلع منها ولا نبي طريقتك بالكلام وتحريض الناس والتشديد عليهم.

فرد على الملك عبد العزيز ردًّا شديدًا، إذ قال له: يا عبد العزيز، التذكير ما أنا تاركه، ولا أبقي ببلد واحد أبي أذكر من نجران إلى الجوف.

فأمر الملك عبد العزيز بحبسه فسجن في المصمك في الرياض لمدة تقارب الشهر ثم عفا عنه.

وهذه رسالة بخط الشيخ عبد الرحمن بن سليمان البطي (أبي مسدد) إلى الشيخ صالح بن سالم (نقلًا عن كتاب: الشيخ صالح السالم، لسعد بن خلف العفنان) وقصيدة من نظم (ابي مسدد) نفسه، وهي بخطه أيضًا:

وبعدها رسالة بخط (أبي مسدَّد) نفسه أرسلها إلى الشيخ صالح بن سالم آل بنيان في حائل.