ومن هذا القبيل أنه كان من الذين ينفرون من اتخاذ الساعات يخشون أن يكون فيها شيء من السحر لأنها تتحرك وتضبط الوقت كأنما لها شيء من العقل حسبما بلغنا عنهم.
وكان إلى ذلك ينكر على المقلدين والجامدين على كتب الفقه الذين لا ينظرون في الحديث ولا يتسنبطون أخذ الأحكام بأنفسهم من الكتاب والسنة.
ويقال: إنه كان ممن يسمون كتاب (زاد المستقنع) في الفقه الحنبلي وهو المختصر الذي كان يعتمده طلبة العلم يحفظونه ويقرأون شرحه للبهوتي كان يسميه (المستنقع) على لفظ المستنقع من الماء.
وكان أبو مسدد شديد التمسك بالمظاهر التي يعتبرها من مظاهر الدين شديد الإنكار على من يخالف ذلك.
فكان يلازم لبس العمامة، بل كان ينكر على من يزعم أنه من طلبة العلم المتبعين للحديث ولا يلبسها.
وقد أنشأ في العمامة قصيدة يقول فيها:
يا منكرًا فضل العمامة إنها ... من هدي من قد خَصَّ بالقرآن
وكذلك كانت للصحابة بعده ... والتابعين لهم على الإحسان
ليست كلِبْس الجند في أزماننا ... حاشا وربي كيف يستويان
هذي شعار ذوي التقى وذا ... ك للزكرت وكل ذي طغيان
وقد رد عليه الشيخ سليمان بن سحمان بقصيدة في ديوانه وفي كتاب (إرشاد الطالب إلى أهم المطالب).
وكذلك كان (أبو مسدد) يشدد في تذكير الناس وبخاصة إذا تكلم على فساد الزمان، وحالة الحكام فيه، وإن لم يذكر الحاكم وهو الملك عبد العزيز آل سعود بالاسم.