في هذا المعجم وهي أنها وصية ثنائية أي هي وصية واحدة لشخصين اثنين وهما أخوان شقيقان هما ناصر بن عبد الرحمن العليط وأخوه عبد الرحمن.
وقد بالغ كاتب هذه الوصية الثنائية وهو الكاتب الشهير في وقته، وإن كان خطه ليس جيدًا ولكن عباراته محكمة لأنه طالب علم وسبق ذكره في حرف الشين وهو عبد الله بن شومر في إظهار ثنائية الوصية حتى في إسناد الفعل إلى الاثنين مع أنه يكفي في الفعل لفظ الواحد، وذلك في قوله في أولها:
هذا ما أوصيا به الخ وهذه لغة أكلوني البراغيث، وهي لغة عربية فصيحة ولكنها غير فصحى، ولذلك مثل لها النحاة بقولهم: أكلوني البراغيث والصواب الأفصح أكلني البراغيث أو أكلتني البراغيث، والبراغيث: جمع برغوث.
والموصيان هما ناصر بن عبد الرحمن العليط وأخوه عبد الرحمن، وهذا فيه عجب وإن لم يكن غريبا أن يكون اسم أخيه عبد الرحمن على اسم والده عبد الرحمن وذلك يقع كثيرا إذا مات الأب وابنه حمل أو حديث الولادة لم تتم تسميته بعد.
وعاد إلى اللحن في قوله: وهما يومئذ صحيح العقل والبدن والوجه والفصيح أن يقال صحيحا العقل والبدن.
وقال مؤكدًا ثنائية الوصية: وأوصيا من بعدهما أن يتقوا الله وهذا تعبير صحيح ثم دخل في صلب الوصية، فقال:
أوصيا بعد موتهما بثلث ما وراءهما بأعمال البر، وهذا يدل على أنهما كانا شريكين أيضًا بالمال، وتلك عادة شائعة عندهم وهي أن يشترك الأخوان بالمال أو حتى الإخوة إذا كانوا أكثر من اثنين.
وفصل أعمال البر فذكر أنهما أضحيتين واحدة لهما، وواحدة لوالديهما عبد الرحمن وهو معروف وموضي ولم يذكر اسم أسرتها.