أسرة صغيرة من أهل الصباخ كان أهلها يعملون في نخيل الصباخ وهم مشهورون بالقوة والأمانة.
وهم من ذوي البشرة السمراء عرفت منهم (عمير العلية) من المعمرين المشهورين في حدود عام ١٣٧٥ هـ وقد نيف عمره آنذاك على المائة، بل قال بعضهم أنه زاد على مائة وعشر سنوات.
وكان لا يزال قوي الجسم يدخل كل يوم من الصباخ إلى بريدة ماشيًا ويأكل كما يأكل الشبان إلا أن السنين قد أثرت قليلًا على عقله، وعرفت آنذاك ابنًا له في نحو الثمانين من عمره قد هده الكبر.
وفي عام ١٤٢٨ هـ كنت في جردة بريدة فرأيت رجلًا سمحًا في نحو السبعين من عمره يحرج على كتاب فوجدته حسن المنطق ثاقب الذهن فسألته عن أسرته فقال: أنا عيسى بن سليمان بن عمير العلية، وإذا به حفيد لذلك الشيخ المعمر عمير العلية.
العَمَّار:
بفتح العين وتشديد الميم.
من أهل بريدة جاءوا إليها على دفعتين، الأولى جاءت من ثادق في وقت مبكر، وهم من أقارب الشاعر الشهير محمد بن راشد بن عمار صاحب الألفية، ولذلك يكثر فيهم اسم راشد مثل اسم والده.
حدثني بعض الشيوخ المسنين منذ نحو خمسين سنة: أن الشاعر محمد بن راشد بن عمار كان يأتي إلى أقاربه (العمار) هؤلاء في بريدة ويقيم عندهم مدة طويلة، وكان ينشد من أشعاره ما يطرب سامعيه وبخاصة إذا كان في مجلس يعجبه.