للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من العمرو هؤلاء الشيخ الشهير عبد الله بن علي العمرو أحد المشايخ الكبار فيمن يسمون (جماعة الشيخ ابن جاسر)، بل يجعله بعض الناس الرجل الثاني في تلك الجماعة.

وقد ذكرت في ترجمة الشيخ ابن جاسر شيئًا عن الجماعة المذكورة التي انشقت عن المشايخ آل سليم ومشايخهم آل الشيخ الذين صاروا يسمون (آل عبد اللطيف).

فأنكروا على المشايخ أشياء عدوها تشددًا وتزمتًا مثل تحريم السفر إلى بلاد الكفار التي يراد بها الأمصار العربية كالشام ومصر التي كانت تحكمها تركيا أو السفر إلى تركيا نفسها.

وبخاصة ما كان المشايخ وأتباعهم يفعلون من هجر من عاد من سفر إلى تلك البلاد وعلى رأسهم جماعة كبيرة من أهل بريدة من تجار المواشي الذين كانوا يسافرون بها من القصيم إلى الشام ومصر، وكذلك الذين يسافرون منهم إلى العراق.

إلَّا أن المشايخ يفرقون بين العوام من هؤلاء وطلبة العلم، فطالب العلم والعالم إذا سافر إلى هناك ثم عاد يهجره بعض إخوانه بمعنى أنهم لا يكلمونه ولا يدعونه إلى بيوتهم، ولا يستجيبون لدعوته إذا دعاهم.

وهناك مسائل أهم من هذا ولكنها أقل ظهورًا لأنها مسائل علمية مجردة مثل الحكم على من فعل فعلًا يكفر فاعله، هل يحكم عليه بالكفر ويجزم بأنه في النار أم يقال بأن فعله فعل الكفار، ولا يحكم عليه بأنه كافر مخلد في النار؟ لاحتمال أن يتوب في آخر لحظة أو أن يغفر الله له ذنوبه من دون أن يعرف الناس.

كان من المظنون أن تبقي الخلافات بين المشايخ آل سليم وتلامذتهم أو زملائهم هؤلاء مجرد خلافات علمية، لولا أن الأمر دخله جد من الجد، فالملك عبد العزيز بدأ نجمه بالسطوع، والمشايخ آل سليم ومن معهم بحكم طبيعتهم مع