آل سعود، لأن آل سعود مع آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والمشايخ آل سعود وأتباعهم هم في الأصل من تلامذة آل الشيخ أو بعضهم كذلك.
وكان ابن رشيد خصم آل سعود قد حكم نجدًا كلها على وجه التقريب لأول مرة وهو محمد بن عبد الله بن رشيد، ولكن الرجل عاقل بعيد نظر، وهو إلى ذلك محب لطلبة العلم فاعتبر الناس أن جماعة الشيخ ابن جاسر وأشهرهم ابن عمرو قد التفوا إلى ابن رشيد بسبب خصامهم مع المشايخ آل سليم الذين يؤيدون آل سعود.
ولكن الأمير ابن رشيد عامل المشايخ بلطف حتى إنه عندما دخل إلى بريدة بعد وقعة المليدا عام ١٣٠٨ هـ. وكان قد طلَّق أي حلف بالطلاق أنه إذا تمكن من دخول بريدة (يفضاها) أي يبيح لجنوده أن يفعلوا فيها ما يشاءون كما كان بعض الحكام القدماء إذا دخلوا بلدة استباحوها، ولكنه بعد أن تغلب على أهلها ندم على ذلك ومنع جنوده من فعل أي شيء لا يجوز شرعًا بأهلها وعزم على أن يضحي بنسائه اللاتي معه فيفارقهن من أجل صيانة دماء المسلمين وأعراضهم، فأحضر الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم واستفتاه في ذلك وأخبره أنه كان طلق إن لم يفعل ببريدة ذلك وأنه الآن نادم ولا يمكن أن يقدم على مثله.
قال: ومعي الآن أكثر من امرأة فهل يجب عليَّ أن أفارق جميع زوجاتي؟ فأجابه الشيخ ابن سليم - فيما نقل لنا - بقوله: وش أنت ناوي بالطلاق أهو من جميع نسائك أم واحدة منهن؟
فقال ابن رشيد: ما نويت شيئًا من هذا وقت ما لفظت بالطلاق، فقال الشيخ ابن سليم: يمكن أن تكتفي بتطليق واحدة من نسائك ففعل.
ولم يفعل محمد بن رشيد شيئًا للشيخ محمد بن عبد الله بن سليم بخلاف ابن أخيه الذي تولى الإمارة بعده فإنه نفى الشيخ محمد بن سليم إلى النبهانية