هذه وصية بلفظ (وقف) وقد ذكر العلماء أن إيقاف الشيء في حياة الإنسان يعتبر وصية بمعنى أنه إذا قال: هذا البيت الفلاني وقف بعد وفاتي فإنه يعتبر من الوصية التي لا تنفذ إلا بالثلث من المال إلا إذا أجاز ذلك الورثة، ولم يكن عليه دين.
فالشيخ سليمان العمري أوقف العقارات المذكورة في وصيته بعد موته وهو طالب علم يعرف ذلك، ويعرف أن لديه ما يقابل مثلي ذلك بالقيمة.
وأول ما يلاحظه المرء أنه يملك عقارات من بيوت ودكاكين ونخيل مثلما كان والده وجده يملكان، ومثلما أصبح أبناؤه وبخاصة الشيخ صالح وشقيقيه يملكون من العقارات كالبيوت والنخيل والأراضي الزراعية والدكاكين.
أما الوصية نفسها فإن فيها تجديدا ظاهرًا وهو أنه جعل الوصي على بعض العقارات أبناءه ولكنه جعل للأبناء الأشقاء النظر على شيء منها كمحمد وإخوانه عبد الله وعمر وللأشقاء الأخرين وهم الشيخ صالح وإخوانه النظر على بعضها.
وحتى البنات ولم يسمهن جعل لهن النظر على البيت الشرقي، وقال: إن احتاجن سكناه فلا حرج أي يجوز لهن أن يسكن بالمجان، إلا إذا كن في غنى عن سكناه فإنهن يكرينه أي يؤجرنه ويصرفن كروته بأعمال البر، وذكر شيئًا لطيفًا هو أنه بعد وفاة بناته يكون النظر على هذا البيت الشرقي بيد الذكور من عيالي.
وهذا أفضل من تعريف بعض الواقفين الذين يقولون: إنه لأبناء الذكور من الذرية دون الإناث.
وفي الوصية لفظة لابد من إيضاحها وهي بيت (حَبَص) فهو يقصد بيتهم الذي في (سوق حَبَص) بفتح الحاء والباء، وليس مراده أن البيت هو لحبص.