منزله في (الصفراء) وكان يشتري الكتب ويضعها فيها وطلب مني أن أهدي لها نسخة أو نسختين من كل كتاب أطبعه من مؤلفاتي.
ثم إن الشيخ صالح العمري رحمه الله شخصية اجتماعية بارزة فلا يكاد يوجد شخص بارز إلَّا ويعرفه ويسعى الشيخ صالح العمري إلى تكريمه إذا لم يسع هو الشيخ صالح يدفعه إلى ذلك نشاطه في محبته المساعدة للآخرين وكرمه الذي جعله مقصد المحتاجين وهو إلى ذلك شخصية اقتصادية إن صح التعبير فهو من رجال الأعمال التجارية وكان من أهم ذلك كونها عضوًا مؤسسًا في شركة أسمنت القصيم وقد قام بأعمال تمهيدية لإنشاء الشركة لم يحمله على ذلك إلَّا العمل في هذا المشروع الاقتصادي المهم، فقد رأيته يجمع الصخور من عدة أماكن ويريها المختصين ويقابل أولي الأمر ويسعى في إقناعهم به.
وقد ذكر المؤلف شواهد عديدة على ذلك. والشيخ صالح العمري مفتوح الباب لزائريه وعارفي فضله وغيرهم.
ومن أهم أعمال الشيخ صالح أنه من رجال التعليم الذين أثروا في التعليم في البلاد بل حدثت على يده نهضة تعليمية في منطقة القصيم، فقد كان توجه الحكومة آنذاك إلى توسيع التعليم لتعويض البلاد عما فات، ولكن التوسع يصطدم بعدم توفر شروط عديدة من أهمها وجود المعلمين الأكفاء والأماكن اللازمة للمدارس، بل من أهمها اقتناع بعض أهل القرى بفوائد التعليم، فقد كان هذا هو الواقع وإن كان لا يكاد يتصوره الذهن في الوقت الحاضر.
وقبل أن يعين الشيخ صالح معتمدًا للمعارف في منطقة القصيم التي تحولت تسميتها إلى (مدير التعليم) كان يعمل مديرًا للمدرسة الفيصلية كبري المدارس، بل هي الأم لمدارس بريدة، وكان يعمل جاهدا على إقناع الذين يتصل بهم بالحاق أبنائهم بالتعليم ويشرح لهم مزاياه.