الماء، فقال: أحسن إليَّ فقد ذهب رفقتي ولا أعلم متى يرجعون فلم يعره اهتمامًا، بل ذهب وتركه فرجع إلى رحله مكسوف البال، ولما أن وصل وجد كلبًا قد خلفه واحتفر حفرة يتمرغ في الثرى من شدة العطش فعلم ما أصابه ورق لحالته وصب له من الإبريق رحمة له وثقة بالله بأنه لا يضيعه، فقدر أن غمامة ساقها الله عز وجل إلى المخيم فصبت ماءها بقدر منزلهم وجعل يغترف من الماء حتى ملا جميع ما بين يديه من الأوعية ثم نشفت الأرض.
أما عن صاحب الجمل فقد عثر جمله بعد ذهابه ورجع إلى إبراهيم يقول اشتروا الجمل فقد عثر وانكسرت بعض قوائمه، فقال إليك عني فلا رغبة لنا بالجمل وإنك معاقب بتركك رحمتي بهذه الأرض المهلكة.
فلما أيس الأعرابي من حياة الجمل تركهـ مسيبًا وذهب لعلمه أنه سيهلك ولما أن رجع الرفقة من آخر الليل وجدوا الجمل بآخر رمق فنحروه وأكلوه وفي ذلك عبرة لمن كان له قلب وأن المسلم ينبغي له مساعدة أخيه إذا احتاج إليه ونظرًا إلى أن الله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملًا (١).
ووجدت ورقة فيها ذكر عبد العزيز العلي العمير وهي ورقة مداينة بين المذكور وبين سعيد الحمد (المنفوحي).
والدين: ثمانون صاع حب أي قمح وأربعة أريل.
والشاهدان محمد بن دبكل من أهل الصباخ، وعبد العزيز السليمان القفاري، والكاتب عبد العزيز الفوزان.
ولم تؤرخ الورقة ولكن عصر سعيد الحمد المنفوحي معروف لنا ومدايناته في عام ١٢٦٢ هـ تقريبا إلى سنة ١٢٩٢ هـ على وجه التقريب أيضًا.