وقد أخبرني سليمان العيد أن تجارتهما كذلك، كلها أموال لأهل بريدة يشتغلون بها ويكسبون.
و(عبد الله العميم) مشهور بجرعته وإقدامه على الخطر، ومن ذلك أنه كان مرة اشترى أموالا أي بضائع من قماش ونحوها من الكويت ليبيعها في بريدة يتكسب من ذلك، ولكنه لم يمر على مراكز الجمارك في الطريق.
وعندما وصل إلى قرب بريدة صادفه أحد رجال أمير بريدة ومعه رجل آخر أعرابي فأوقفه وقال: أنت مهرب، ثم أخذا يتجادلان حتى قال رجل الأمير: هالحين نبي ندخل بعارينك إلى الإمارة، وكان عددها ستة وهي محملة بالبضائع وما عليها من البضائع تصادرهن الحكومة.
وكان أمير بريدة آنذاك عبد الله بن فيصل الفرحان فصادف أن مر الأمير بسيارته فوقفا له بالطريق رجله أو خادمه يريد أن يخبره بعثوره على هذه البضائع المهربة تزلفًا له، وعبد الله العميم يريد التخلص من المشكلة لأنها لا يحلها إلا الأمير.
فسأله الأمير ابن فيصل: أنت مهرب؟
فقال العميم: نعم.
فقال الأمير: وش اللي حادّك؟ فقال، يا طويل العمر، عليَّ دين أبي أوفيه، وأعيِّش عيالي.
فقال: كيف ما خفت من الحكومة؟
فقال العميم: أنا يا طويل العمر مالي عذر، وأنا الآن بين يديك، وداخل على الله ثم عليك، والذي تأمر به أنا قابله، إن كان هو لي أو عليَّ.
فسأله ابن فيصل: هل المال لك أو لغيرك، فقال لي: يريد العميم من ذلك أن ينفي أنه لجماعة من أهل بريدة يكونون اجتمعوا على مخالفة الحكومة فتأثر ابن فيصل، وقال لخادمه: خله يمشي، رح - يا العميم - بحلالك، ولا تعود لها.