أقول: العادة أن تصادر الحكومة البضاعة المهربة، والإبل التي تحملها، ولكن الأمير اقتنع بكلام العميم، أو تأثر به.
وقد عرفت (عبد الله العميم) هذا بقوة البدن وقوة الشخصية، ومحبته للمعرفة، كما عرفته بالقوة في المخاصمة، وعدم الخضوع لأحد، رحمه الله.
ومن المروي عن عبد الله العميم متعلقًا بالسفر وإن لم يكن له أهمية الآن ما حدثني به سليمان العيد، قال: كنت أنا وعبد الله العميم ومسعود العومان خارجين من الأحساء معنا بضائع للمشيقح ننقلها بالأجرة إلى بريدة وكل الذي معنا من الإبل بضاعة نترزق الله بها.
فخرجنا من الأحساء، وكان طعامنا من الأرز اشترينا إدامًا له شحمة بريال وربع نبيها تكفينا إدامٍ للطريق، كل يوم نحط منها في عشانا شوي.
قال: وبعد أن سرنا يومين بلغنا أن ابن جلوي أمير الأحساء عازم الملك سعود، وذلك قبل أن يصبح ملكًا وذكروا مكان ذلك في طريقنا.
قال: وقد ذهب عبد الله العميم، أما سعود العومان وأنا فقد بقينا عند البعارين والبضاعة، ذهبنا متخفين عن المكان بعيدًا عنه.
وحدث العميم قال: جئت وقد فرغوا من الطعام، والطباخين يجمعون اللحم الباقي فطلبتهم منه شيئا لخوياي - وكان تغدي معهم - فامتنع الطباخون، وقالوا: إذا كنت تبي تأخذ من العيش يعني الأرز والجريش فلا مانع، وأما اللحم، لا.
وقال: وكانوا يجمعونه وهو بقايا اللحم حتى يقتسموه فيما بينهم.
فقلت لهم: هذا من خلال الشيوخ، أنا وإياكم به واحد، فسخروا مني، فما كان مني إلَّا أن لمحت في شراع ليس فيه أحد مائدة فيها صحون وعليها ذبايح ما لمست فأسرعت أخذ رأسين وكرشة وانصرف بها مسرعًا إلى رفقائي.