هذا وقد سجن الشيخ سلمان بن فهد العودة وسجن معه بعض تلامذته الفترة ليست بالقصيرة، لأنه لم يمتثل للأمر المذكور، ثم أفرج عنهم على أساس أنه يمتنع هو وتلامذته من ذكر الأشياء التي أخذت الحكومة عليهم ذكرها، وأن يكف عن إثارة الكراهية والبغضاء للحكومة في نفوس العامة عن طريق انتقاد الحكومة ورجالها وأنظمتها، ووضعوا تحت المراقبة إلى أن تحققت الحكومة أنهم لم يكفوا عما كانوا عليه.
فعادت إلى وضعهم وعلى رأسهم شيخهم سلمان العودة في السجن فبقي في السجن هذه المرة بضع سنين، قال لي: إنها خَمْسٌ.
وأخرج معظم الذين كانوا معه من السجن حتى لم يبق معه فيه إلا القليل.
وبعد ذلك خرج من السجن لأنه التزم بأن ينزع عن كل ما كان عليه، وألا ينتقد الحكومة.
وهكذا كان، فقد صار يبتعد عن الانتقاد المباشر للحكومة، وصار يفتي بضد ما عليه قاعدة الجيش الإسلامي التي أنشأها أسامة بن لادن، وصار يكتب في الصحف وبخاصة في صحيفة الجزيرة التي تصدر في الرياض في موضوعات عامة، ولكن ذلك جعل بريق الهالة التي أضفاها عليه وضعه الأول يخبو.
أقول: نظم الشيخ سلمان العودة في سجنه هذه القصيدة، ولكني أظن أنه لم يطلع عليها إلَّا خواص من إخوان عندما كان في السجن، وبعد خروجه بفترة، إلا أنها عرفت بعد ذلك.
قال:
في الزنزانة:
القصيدة التالية لفضيلة الشيخ سلمان بن فهد بن عودة: