ولم يسمحوا لنا بكتابة أي تحفظ أو استدراك أو إضافة على ذلك الإقرار، أما الشاهدان فقد وقعا على أنهما سمعا قراة الملاحظات المنسوبة إلينا، ولذلك خرج الوكيل ليعود إلينا ويخبرنا بأن الوزير قد منعنا من الدروس والمحاضرات والخطب اعتبارًا من هذه اللحظة، ثم تبع ذلك تبليغ مؤكد من قبل الإمارة والشؤون الإسلامية والجامعة بأن الأمر السامي صدر بمنعنا من الدروس والمحاضرات والخطب وإمامة المساجد والندوات والتسجيلات والنشرات والكتب، وأمر آخر بفصلنا عن العمل في الجامعة.
٥ - وكما يعلم سماحتكم نحن من قبل تحت طائلة مجموعة من الأذايا والمضايقات لا مبرر لإلحاقها بنا فكيف يحدث ذلك من دون أي مناقشة؟ ونحن إذ نعرض لسماحتكم ما جرى نسأل الله أن يختار لنا ما فيه الخير وأن يهدينا لأرشد أمرنا، ونعلم أن دعوة الله ماضية، وأن دين الله منصور (وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) إلا أننا نعلم - كما تعلمون - ما يترتب على هذا الإيقاف من الفتن والبلبلة والتشويش لدي الخاصة والعامة في الداخل والخارج ولاسيما حين يأتي متزامنًا مع توقيع ما يسمى السلام مع اليهود وبدون أي سبب ظاهر ونذكِّر سماحتكم بما سطرنا لكم قبل عقد الجلسة وفصَّلنا فيه هذه الأمور ونحوها، ونسأل الله تعالى أن ينصر بكم الحق ويجري على أيديكم الخير ويرفع الحيف إنه سميع مجيب، ونحمد الله تعالى أن هيئة كبار العلماء لم تكن الجهة التي باشرت مثل هذه القرارات، هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.