والمتأمل يجد أن الله - سبحانه وتعالى - جعل اسم هذا الدين الإسلام وكلمة (الإسلام) تدل على العمل والتحصيل بمعنى: الاستسلام الله - سبحانه وتعالى - فالإسلام علم، وعبادة، وتوحيد الله - سبحانه وتعالى - وهو خلق وسلوك، وهو أداء وإتقان للعمل ورعاية للأمانة، ولهذا بوب البخاري في صحيحه:
- الصلاة من الإيمان {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} البقرة من الآية ١٤٣، يعني: صلاتكم إلى بيت المقدس.
- أداء الخمس من الإيمان.
- أداء الزكاة من الإيمان.
- صيام رمضان من الإيمان.
- قيام ليلة القدر من الإيمان، وهكذا.
ففي الإسلام مزج وتشابك قوي بين العلم الصحيح والعمل الصحيح، وكلها إيمان وكلها إسلام، وكلمة الإسلام وكلمة الإيمان هي تدل بذاتها على هذه المعاني، ولهذا سمي الله - سبحانه وتعالى - المسلمين (مسلمين)، وقال:{وهو سماكم المسلمين من قبل} الحج: ٧٨، بينما تجد اليهودية ليس في هذا المعنى، وإنما اليهودية نسبة إلى يهوذا وهو شخص، وكذلك النصرانية ليس في هذا المعنى، وإنما قد تكون نسبة إلى بلد وهي النصرانة أو الناصرة التي يقال: إن عيسى - عليه السلام - ولد فيها أو تكون نسبة إلى عيسى الناصري، والبوذية نسبة إلى بوذا، فالإسلام يتميز عن الديانات السماوية السابقة، وعن المذاهب الأرضية بأنه دين يقوم على العمل ليس وراثة، ولا أماني، ولا ادعاءات، ولم يسم أتباعه بالمحمديين ولا بالمكيين حتى لا يظن الناس أن الإسلام هو عبارة عن قومية أو جنسية أو نسب، كلا بل الإسلام عمل والناس الذين كان آباؤهم وأجدادهم من الوثنيين، وسدنة الأصنام، ومحاربي الدعوة صار كثير منهم من السابقين الأولين للإسلام، وأولاد الصلحاء الأتقياء الأنقيا ربما صار أبعد ما يكون عن الخير والهدى