قالوا: ومن الغد جلس الملك عبد العزيز وجلس بجانبه محمد العوني فقام أخوه وأراد أن يتكلم ولكنه ارتبك فقال يا محفوظ بلفظ قريب قد يفهم من لا يعرف الأمر أنه قريب من لفظ (مأخوذ) ثم تجرأ فقال: يا طويل الذلول، أبي لي عمر، أراد أن يقول: يا طويل العمر أبي لي ذلول.
فالتفت الملك عبد العزيز إلى محمد العوني، وقال له: من هو هذا يا محمد؟ فقال العوني: هذا عامل في النخل، والعامل في النخل عندهم هو الذي يسوق السواني ويتعهد الفلاحة، ولم يقل: إنه أخوه بطبيعة الحال.
أقول: بعد كتابة ما سبق عثرت على ورقة كنت كتبتها في هذا الموضوع قبل عشرين سنة ونصها:
سمعت بعض أهل الربيعية يروونها أن أخا العوني هذا وهو أصغر منه كان يعمل فلاحًا في حائط نخل في الربيعية فقال لأخيه محمد: يا أخوي أنا مليت من الفلاحة أبي أصير رجال شيوخ مثلك، فنهاه محمد عن التعرض لذلك لعلمه أنه دون هذا الأمر ولكنه أصر فأعطاه محمد (شماغًا) عنده جديدًا و (شطفة) وهي تشبه العقال توضع على الرأس في ذلك الحين علامة على الوجاهة وعباءة عنده جيدة.
وقال له: ترى ابن سعود يجي عندي باكر الضحى إلى جاء سلم عليه وقل له: يا طويل العمر، أنا أبي لي ذلول أبي خوتكم ولكن (فهدًا) أخا العوني حصر في كلامه وانعقد لسانه عندما قابل الملك عبد العزيز حتى لم يستطع النطق بجملة (صبحك الله بالخير يا محفوظ) وهي اللفظة المعتادة في تحية الصباح ونشبت كلمة (محفوظ) في حلقه حتى استطاع بعد تردد أن ينطقها بما يشبه لفظ (مأخوذ) وهو عكس محفوظ ثم قال: يا طويل الذلول أبي لي عمر.
يريد يا طويل العمر أبي لي ذلول فاستنكر الملك عبد العزيز ذلك والتفت إلى العوني قائلًا: من هذا يا محمد؟