حصل عليه رضي بالخمول، والاقتصار على أكل العيش.
وكان أكبر حاكم في نجد في ذلك الوقت هو محمد بن عبد الله بن رشيد الذي قضى على حكم الحكام في نجد، وأهم ذلك انتصاره على أهل القصيم في وقعة المليدا عام ١٣٠٨ هـ.
ولا شك أنه كان تبادر إلى ذهن العوني أن يذهب إليه في حائل ويمدحه بقصيدة تمهد الطريق لبقائه قريبًا من أكبر حاكم في نجد أنذاك.
إلا أن ابن رشيد كان عدو أهل القصيم الأول فهو الذي أسقط الحكم القصيمي المحلي وقضى على نفوذ حكامه بعد أن كان قتل طائفة كبيرة من رجالات القصيم، وأشخاصها البارزين في وقعة المليدا.
لذا تردد العوني في الذهاب إليه، غير أن وكيلًا لابن رشيد عرف مالشعر العوني من مكانة، وما هو عليه من أثر فسهل له الذهاب إلى حائل، بل ذهب به إليها.
فقابل محمد بن رشيد وأنشده قصيدة عصماء هي:
ما ناض برق وهل وعلَّ الأسهال ... وانساق نوه املث صيب والي
كالرمل بالعد والأشجار والحجر ... وما شاهد البدر من انثى اورجالِ
او ما كتب باللوح من أدم أو امحي ... وصر القلم به إلى ما يبعث البالي
سلام احلا من الما ساعة الظما ... في طافح اللال والبارح له أذيالِ
في ريق درك هوي به غير خابره ... ودق بنقر عن اللاهوب بظلالِ
واخن وانوج من الأطياب رايحه ... سلام لطف سما في كل الأحوالِ
حاضيه بالمسك بالعنبر وزاعجه ... بمزاج زاج زهاه الطرس وامثالِ
امثال كالحص والياقوت فضتها ... من هيض بحر طما فيضه على الجالِ
لولاي اهينه وا كنه عن تزاوده ... جميع بحر طماه ابشرب فنجالِ
لكني إلى اعتضته واحفتني جوانبه ... من لطم الامواج زنجلته بالأقفالِ
والى لانت اقفوله مع لوا لبه ... واقبل تدارج ابفيضه على الأدقالِ